hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - ماريا واكيم

مدينة "المليارديرية" والحلم الضائع على شطآن اليأس!

الأربعاء ٢٨ أيلول ٢٠٢٢ - 00:03

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


باعوا منازلهم وأرضهم ليشتروا حلماً، حلم الهجرة غير الشرعية الى اوروبا، الحلم الذي يراود الشعب اللبناني والسوري والعربي معاً، هذا الشعب الذي انهكته الأنظمة القمعية، فإستبشر خيراً بما سمّي بالربيع العربي، فكانت الصدمة كبيرة بعد أن تبيّن ان الربيع العربي ليس إلا خريفاً بل شتاء قاسياً من الجوع والقحط.

في بلاد أضحى فيها الإنسان مجرّد رقم، في بلاد إنعدم فيها الأمان وأدنى حقوق الإنسان من ماء ودواء وكهرباء، في بلاد بات رب الأسرة عاجزاً عن تأمين قوت عائلته وهو يسمع ضجيج أمعاء أولاده الخاوية تتآكله مشاعر الياس والألم، هناك بصيص أمل يلوح عبر البحار، فتتغذى عصابات الهجرة غير الشرعية مستغلّة ضعف الفقراء ويأسهم لتدفع بهم الى بيع أملاكهم للركوب في زورق لا يعرف صاحبه عدد المواطنين على متنه، يبيع كل ما يمتلك ليشتري حلماً ضائعاً في عرض البحر تكسّر على شطآن اليأس.

من يتحمّل مسؤولية هذه المأساة؟ من مدينة "الميليارديرية" التي ينحدر منها أغنى السياسيين في لبنان، ينعي السكان الأشد فقراً موتاهم مرّة أخرى، من المدينة حيث ينفق الأثرياء فيها حفنات من الأموال لحشد الدعم السياسي، تتلاشى الجثث في البحر ويخيّم الفقر كـ"ضيف دائم" عليها.

قوى أمنية على دراية بما يحدث، تقف عاجزة أمام هول المشهد، هي التي بات راتب العنصر فيها لا يتخطى الـ50 دولاراً، كيف لمؤسسة تعاني الأمرّين، اداؤها وظائفها ومهماتها مهدّدة بالتوقف جراء افتقارها ولو إلى الحدّ الأدنى من مقومات استمرارها ان تحيط "مراكب الموت" من كافة الشواطىء؟

"هو الفرار من الموت إلى الموت" عبر مركب هزيل لم يقوَ على مواجهة أمواج البحر العاتية، من كانوا على متنه مجرّد أرقام ترد على الشاشات وفي التقارير الإعلامية، من كانوا على متنه لا يحرّكوا ضمائر السياسيين النائمة التي لو حاسبت من تسبّب بغرق مركب الموت في نيسان الماضي، ولو كان عن غير قصد، لَما كانت تمدّدت هذه التجارة بهذا الشكل المأساويّ.

الى متى سيبقى لبنان ينزف هجرة غير شرعية سواء عبر البحر أو في البر؟ الى متى ستبقى عاصمة الشمال ضحية؟
أوقفوا هذا المسلسل، أوقفوا "مراكب الموت" من فضلكم!

  • شارك الخبر