إستمع للخبر

عبر ايميل بسيط ومقتضب، أعلم مدير مدرسة "GLFL" اهالي الطلاب لديها انه لن ينظم هذه السنة حفل تخرج لطلاب الثانوية الثانية. هكذا وبكل بساطة ليحرم هذا المدير اهالي أكثر من 200 طالب من حلم تعبوا وكدّوا من اجله 15 عاماً لرؤية ولدهم يستلم شهادته بالثوب الابيض!

نعترف ان بعض التلامذة أخطأ في الدخول عنوة الى المدرسة، كما وأخطأوا بالعبث بمحتويات الغرف، ولكن هل يجوز الرد على العنف بالعنف؟ هل هكذا نربي الاجيال؟

هذا قرار عنيف وجائر.

اولاً، يحق للتلامذة، بخاصة الذين لم يشاركوا في هذا العمل، وثانياً،للاهالي الذين حرموا نفسهم لسنوات طوال لدفع اقساط المدرسة، وقد حان اليوم وقت الحصاد، رؤية اولادهم يستلمون شهاداتهم بكل فخر ومحبة.

هل كُتب علينا ان نعيش اليأس والحزن ومُنع علينا الفرح من كل صوب؟

هل نسي المدير ما حصل ويحصل في لبنان منذ العام 2019؟ هل نسي النكبة الاقتصادية التي نمر بها او الشهور الطوال التي قضاها اولئك الاولاد محجورين في بيوتهم بسبب جائحة كورونا او نسي كم تألم بعضهم بسبب اصابة اهلهم وبيوتهم في انفجار مرفأ بيروت؟

من المؤكد ان هؤلاء الاولاد اخطأوا في مكان ما،ولكنهم بحاجة الى رعاية أكثر مما يحتاجون الى قصاص سوف يؤثر على حياتهم، اذ انهم يتركون المدرسة التي عاشوا فيها لمدة 15 عاماً وهم يشعرون بالحزن والظلم.

الى المدير نقول: لديك كل الحق بمعاقبة هؤلاء التلامذة، وليكن العقاب عادلاً،وليس أقوى من الغلط الذي ارتكبه هؤلاء الطلاب.

فعلنا المستحيل لإدخال اولادنا الى المدرسة الفرنسية الكبرى، لعلمنا انها مكسب لاولادنا في المستقبل، اذ بنا نتفاجأ بهذا الظلم الجائر.

لا يحق لكم حرمان الاهل من هذا الحق، اذ انهم قاموا بكامل واجباتهم تجاه المدرسة ومن ابسط حقوقهم بعد 15 عاما رؤية اولادهم يستلمون شهاداتهم.

نطلب منكم العودة عن قراركم اذ كفانا ظلماً، دعوا الاولاد يفرحون وامنحوهم فسحة امل في بلد ينهار.