hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

مجلس الـ 2022: وداعاً للأحزاب أهلاً بالمنصّات

السبت ٢١ أيار ٢٠٢٢ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما فازت النائبة بولا يعقوبيان عن مقعد الارمن في بيروت الاولى عام 2018 وكادت تحصل على الحاصل الثاني لصالح المرشحة عن مقعد الأقليات جمانة حداد، تحدث البعض عن عملية تزوير أسقطتها. يومها اعتبرت الاحزاب وقوى السلطة بأن وصول يعقوبيان "فلتة شوط" وظاهرة تذوب في الكتل الحزبية المسيطرة.
لم تأخذ الاحزاب ما حصل في دائرتي بيروت الاولى والثانية من تحولات في مزاج الناخب السني كما المسيحي على محمل الجد، وبيروت مدينتي التي هزت عرش السلطة في الانتخابات البلدية عام 2016 وكادت تخرق اللائحة المدعومة من المستقبل والرئيس الحريري، كانت ثمرة الحراك المدني الذي بدأ قبل سنوات حيث نشأت المجموعات وغذتها سياسة الفساد المتبعة. من "طلعت ريحتكم" الى "بدنا نحاسب"، مجموعات كثيرة وقفت بوجه المنظومة السياسية وصوّبت على المافيات داخل ادارات الدولة.
سنوات من الجهد والتعب ساهمت بتكوين هذه مجموعات بلباس مدني، وساعدت المنظمات غير الحكومية بتنظيم عمل القيّمين على الحراك المدني فاشتد عوده وتمكن من احداث فرق في العقلية الحزبية، حيث تحول الولاء من الشخصانية الى المشروع. ثمرة هذا الاستثمار كانت ثورة 17 تشرين، حيث انتقلت المجموعات المدنية الى منصات حزبية قررت دخول المعترك السياسي اللبناني من بابه العريض، فانتظم بعضها وكوّن أحزابه المبنيّة على مشروع متحرك يُحاكي الجيل الجديد ويصوّب مباشرة على الهدف من دون مقدمات أو تجييش كلامي كما تفعل الاحزاب التقليدية.
ساعدت المنصّات الاعلامية الوجوه التي تم تسويقها كشخصيات من ذوي الاختصاص المطلوب لاعادة بناء الدولة، وقد تمكنت تلك الوجوه من إحداث فرق كبير وتغلبت في كثير من الاحيان على قيادات الصف الاول. فعلى سبيل المثال تمكنت النائبة المنتخبة نجاة عون من شدّ المتابعين لحلقتها التلفزيونية والتي تزامنت مع اطلالة رئيس تيار المرده سليمان فرنجية على محطة أخرى، وتفاعل الجمهور مع النائبة عون ووجدوا فيها مشروعا جديدا للبنان، وتُرجم هذا التفاعل داخل الصناديق حيث تمكن حزب "تقدم" وهو حديث الولادة، من حصد مقعدين وهما الى نجاة عون مارك ضو، في حين "نفد بريشه" تيار المرده كما قال رئيسه وفاز بمقعد واحد وهو طوني فرنجية.
في المجلس النيابي المنتخب، منصّات سياسية دخلت ساحة النجمة وهي "تحالف وطني، لنا، تقدم، بيروت مدينتي وغيرها"... أحزاب سياسية فتية هي أقرب الى مشروع سياسي غير تقليدي يُحاكي تطورات التواصل الاجتماعي ويُواكب جيل المواقع الالكترونية. القيمون على هذه الاحزاب يؤكدون أن حركتهم التي بدأت ببولا يعقوبيان عام 2018 وتوسّعت لتصل الى 14 نائبا في العام 2022 قد تصل الى نصف المجلس النيابي في العام 2026، وهذا الامر سيلمسه الناخبون عندما تبدأ هذه الكتلة بالعمل وفق برامج تساهم بالخروج من الأزمة. ويُراهن هؤلاء على عمل نواب التغيير الذين سيسرقون وهج نواب السلطة، تاركين الحكم لأيام العمل التي ستكون صعبة وشاقة فما ينتظرنا بحسب هؤلاء الكثير من الجهد والقليل من الكلام.
يمتلك أيضا هؤلاء النواب علاقات مع جمعيات من الخارج لديها مشاريع انماء ويمكن أن تُقدم عددا منها الى لبنان، وهذه المشاريع مرتبطة بقطاع النقل والصحة والبيئة، وقد أعدت الاحزاب دراسة مفصلة لعدد منها على أن يتم عرضها أمام الحكومة التي ستتألف بعد انتخاب رئيس لمجلس النواب.
ويؤكد مقربون من نواب التغيير أن مشاركتهم في الحكومة حتمية، عبر شخصيات لها خبرتها في العمل الاداري وخارج نادي النواب المنتخبين، على أن يُدرس العرض الذي سيُقدمه رئيس الحكومة العتيد لناحية حجم التمثيل ونوعية الحقائب التي ستُعرض عليهم ليُبنى على الشيء مقتضاه.
في ساحة النجمة اليوم، أحزاب فتية دخلت، وأحزاب تقليدية خرجت وبهزيمة كبيرة، فهل سينجح المجتمع المدني بتثبيت أقدامه داخل الندوة البرلمانية ويقدم أنموذجا جديرا بالاحترام لكل من أعطاه الثقة وصوّت له في الانتخابات، أم أن نوابه سيتحولون الى قوى منقسمة على بعضها وتُعيد الناخب الى بيت طاعة الاحزاب التقليدية عام 2026؟.

  • شارك الخبر