hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - جلال عساف

ما بعد ولاية عون خيارات تسووية وتفاهمات تحت سقف الطائف

الخميس ٦ تشرين الأول ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


المسدس عادة ما يكون إما للقتل، إما للدفاع ضد القتل، او لعرض القوة وبمطلق الأحوال هو سلاح فاعل لدى حامله. وأما  المسدس الذي يحمله لبنان الآن، أو المسدس الذي يحمل لبنان ويؤشر الى امكانات خروج لبنان تدريجاً من المحنة، فإن سداسية أضلعه هي الآتية:

1-لا وجود لأكثريات نيابية في البرلمان.

2-دور قطر في الإحاطة الاقليمية خصوصا في المسار الأخير لملف الترسيم البحري الحدودي بين لبنان والاسرائيليين .

3-التقدم السريع لملف الترسيم .

4-ظاهرة عودة الحيوية لأصحاب الفنادق وإعادة افتتاح فندق فينيسيا الثلاثاء الماضي.

5-مرونة حزب الله الواضحة ومواقفه الواقعية الايجابية في الملف الترسيمي، واستطراداً تقاطع مصالحه مع مصالح لبنان العامة وتحديدا في هذا الملف.

6-ارتفاع منسوب المواقف الأوروبية والدولية المصرة على تأليف حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، وآخرها وليس وحدها، ما قاله المفوض الاوروبي لشؤون الجوار والتوسع  oliver varhelyi  لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا أمس الأربعاء: "ان المساعدات الاوروبية لدعم اللبنانيين ستزداد وستضاف الى مساعدة الـ 75 مليون اورو في الأشهر القليلة المقبلة. ورد أوليفر على سؤال احد الصحافيين الكثر الذين حضروا في اللقاء، بقوله: من المستحيل تقديم مساعدة إن لم يكن هناك حكومة تستقبل هذه المساعدة، نحن في حاجة الى رئيس جمهورية وحكومة، ومع وجود رئيس وحكومة، نحن مستعدون لتقديم المزيد ومبالغ اضافية الى مساعدة الـ 75 مليون أورو".

..هذه الأمور تعني أن ربط هذه الأضلع الستة، يشكل "مسدسا" يحمل لبنان الى الخانة الإيجابية المضيئة، في الفترة الزمنية التي تلي نهاية ولاية العماد عون في رئاسة الجمهورية بغض النظر عن اكتمال ملف الترسيم خلال العهد او بعده بقليل.. أما إذا كانت مواقف القوى المحلية المؤثرة مباشرة وفي مقدمتها حزب الله، لا تعدو كونها مناورة مرحلية ولفترة قصيرة ريثما تستلقط ايران أنفاسها في الداخل الإيراني، وفي العراق، واليمن وحتى في مناطق أخرى وضمنها لبنان، ( بغض النظر عن مسار مفاوضات الملف النووي)، فإن الاوضاع في لبنان ستنحو في اتجاه الخانة السلبية التي تودي لاحقاً الى المهوار الحقيقي والنهائي، ولن تظهر قيامة للبنان، الذي على رغم المعاناة والعيشة المذلة الحالية، بقيت فيه جذوات الرجاء والأمل، بأن ينتفض مجتمعه وينهض من جديد، وهو ما عهدته الطبيعة التكوينية عبر التاريخ القديم والحديث، وطالما كانت هذه البقعة التي اسمها لبنان، مرمزة بأسطورة طائر الفينيق.

المشهدية السياسية حتى هذه اللحظة، وبحسب المؤشرات الستة الآنفة الذكر وفي مقدمتها عدم وجود اكثريات نيابية، تدل على أن النهوض سيكون اكثر من اي وقت مضى، بالاسراع نحو التسوية-التسوية (compromis )، لا التسوية- المساومة (compromission) لأن هناك فرقا  بين ايجابية التسوية ونتائج المساومة، وبالتالي ترى أوساط سياسية أن حزب الله ، سيدفع بالأمور من جهته ومن جهة مصلحته، نحو مفهوم التسوية، في وقت سيضطر الأفرقاء غير 8 آذار في آخر المطاف، الى السير بتسوية نظرا الى الواقع الحالي.. في حين ان فريق التيار الوطني الحر- تكتل لبنانالقوي- جبران باسيل، الذي يتحضر لاطلاق تحرك ( يشبه مبادرة النواب الـ13) استنادا الى الورقة التي أنجزتها الهيئة السياسية للتيار، سيرى هذا الفريق نفسه بالنهاية، يسير نحو تأييد مرشح رئاسي "توافقي تفاهمي"، ولكن لا يشكل خطورة توريثية او سياسية عليه في المستقبل، مثلما يشكله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حتى وإن كان الوزير فرنجية، حصلت ظروف ثبتت أنه مقبول من ثمانين في المئة من الأفرقاء، وحتى لو كان فرنجية يتعاطى بلياقة وبشفافية وبصراحة وبشهامة مع الجميع، إنما بنظر فريق الوزير باسيل يمكن إذا وصل فرنجية الى سدة الرئاسة فإن خطورته اللاحقة على الموقع الباسيلي السياسي، سيكون من "باب التوريث التقليدي والزعامي، ومن باب العائليات والبيوتات".
ومن هنا فإن الأقرب والأجدى للفريق، هو "المضض" الممكن ان يتمثل بخيارات تسووية، وفي مقدمتها وأقربها، خيار قائد الجيش الجنرال جوزاف عون رئيسا للجمهورية ( بعد توافر المخرجات الدستورية) ... نعرض لذلك ، لنشير الى أن وقائع الأيام القليلة الماضية، ومواقف حزب الله، والمواقف الأوروبية التي تشدد على الاسراع نحو تأليف حكومة، وتدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية، والى اتمام ملف الترسيم، كل ذلك يشي بأن فترة الأشهر الثلاثة المقبلة، بحسب الاوساط، فرصة للبنانيين، لاغتنام الوقت، والانهماك الدولي بالتطورات السلبية خصوصا في جنوب شرق أوروبا- أوكرانيا، وفي بحر الصين، لكي يبني اللبنانيون على النهج "الواقعي" الممكن ان يستمر به حزب الله منهجه، ومن جهة ثانية على البيان الفرنسي- السعودي- الأميركي الصادر قبل ثلاثة اسابيع والذي يقطع الطريق على أي اتجاه لتغيير دستور الطائف، وعلى أي مسار يشبه ما أدى سابقا الى تفاهم الدوحة، فيذهب الأفرقاء اللبنانيون الى التسوية، وينجزوا ما يجب انجازه، وبعد تلك الأشهر الثلاثة المقبلة يبدأ النهوض التدريجي، حتى وان استلزمت التسوية تفاهما لاحقا على تصحيح بعض الثغرات في الدستور...
وهنا لا بد من الإشارة الى عبارات لافتة مررها الرئيس نجيب ميقاتي في احتفال تجديد فندق الفينيسيا، وهي: "عبارة تطوير الطائف"... بصرف النظر عن مراد الرئيس ميقاتي من هذه التمريرة.

  • شارك الخبر