hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

مؤتمر باسيل... تكرار معزوفة "ما خلونا نشتغل"

الثلاثاء ١٩ أيار ٢٠٢٠ - 06:24

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عاد رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل ليحتل قائمة السياسيين الاكثر اثارة للجدل، فهو ما يزال لاعباً مؤثراً على الرغم من وجوده خارج الحكومة، بحيث لا يخلو مؤتمر او حديث سياسي من دون ان يمر اسم رئيس التيار الوطني الحر أكثر من مرة.
أخباره هي الأكثر متابعة وجدلاً على الساحة، ويكاد يسرق الوهج من "ساكني" بعبدا والسراي الحكومي وبعض المواقع الكبيرة في الجمهورية، بعدما تسلل الى الحياة السياسية وقلب الروتين بمواقفه النارية المتدحرجة، التي تصل كل مرة الى حد تفجير ازمات عندما يلامس المحظور من المواقف.
"غرّد"، "قال"، او "فعل باسيل". مواقف تستفز خصومه مما يدفعهم الى التكتل ضده كما حصل في الاسبوع الماضي، حيث خصص له رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مؤتمراً بالطول والعرض، فوصفه برئيس الظل يسرح ويمرح في الجمهورية، لينضم اليه النائب شامل روكز بعد يومين بهجوم على الناعم في اتجاه "العديل".
الهجوم على باسيل استدعى اطلالة منه في سياق مؤتمراته الدورية، حمل الكثير من العناوين والرسائل. في الشكل أطل رئيس تكتل لبنان القوي في كادر مختلف وسط رفوف من الكتب المكدسة في الاطار الخلفي، كأنه باحث او بروفسور، موزعاً خبراته وأبحاثه في كل الاتجاهات. وفي المضمون شنّ هجوماً على سليمان فرنجية ومن اتهمهم بمحاولة إغتياله سياسياً.
بدا باسيل في موقع المدافع عن نفسه أولا وعن "العهد" لإستقطاب العونيين والجمهور المتراخي، فصعّد قائلاً: "رئيس الجمهورية لا يسقط"، فيما كانت الحصة الأكبر لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالتلميح الى ضغوط حصلت من اجل تسوية ملف الفيول المغشوش. وفي طريقه عرّج على الحليف في حارة حريك مرسلا "عتبا" خفيفاً على خلفية عدم تصويت حزب الله على إنشاء معمل سلعاتا للكهرباء. ومن باب المودة قال: "لا تتركونا نتخبط وحدنا من دون ان تلتفتوا الينا".
الخطاب أراح الجمهور العوني، لكنه لم يجد أصداء مهمة لدى الفريق المعارض لباسيل. اذ يعتبر أخصامه ان باسيل كرر نفسه ومعزوفة "الظلم وتعرضه للمؤامرات الكونية"، مردداً مرة أخرى ما سبق وقاله "ما خلونا نشتغل" لتبرير الاخفاقات.
الدفوع الشكلية التي قدمها رئيس التيار هي ساقطة بمرور الزمن وفق الخصوم، لأن أداءه كان نرجسياً في السلطة، فخاصم الجميع وانهى تحالفاته ولم يسد نوافذ وزواريب طاقاته او يرسم حدوده في وزارة الخارجية، وعرّض السلم الأهلي للإهتزاز وخرق التوازن الوطني في اكثر من محطة، وهو اليوم يحاول مصادرة قرار حكومة الرئيس حسان دياب واعلان تمايزه عن الحكومة التي يشارك فيها، مُعللا ومنتقداً الخطة الاصلاحية.
يختلف تقييم وقراءة المؤتمر الأخير بين طرف وطرف، لكن الواضح ان كلام باسيل لم يمر مرور الكرام، وهو يملك قدرات خاصة على التلاعب والتحكم باللعبة السياسية، ولا يمكن قراءة مؤشراته، فهو قد يقوم بالتصعيد ضد حلفائه من الخط ذاته من دون سابق انذار عندما تختل مصالح تياره.
من يعرف باسيل عن كثب يدرك انه ليس شخصاً متهوراً بل بالعكس، فأنه يحسب جيداً خطواته ولديه جيش من المستشارين وفريق عمل كبير ينسق معه، ولكن القرار يبقى له. فعشرون مستشاراً بحسب معارفه لا يمكنهم اللحاق به.
تمكن بفترة قياسية من شد العصب المسيحي، وصار الرقم الاول مسيحياً برأي مناصريه، واستطاع باسيل بدهائه ومناوراته ونشاطه المفرط ان يتربع قبل ان يبلغ ال 44 من عمره على رأس التيار الوطني الحر الحزب المسيحي الذي قاسى كثيراً قبل ان يتمكن من العودة الى السلطة، فبات له رئيس للجمهورية ووزراء وتكتلاً نيابياً كبيراً، واصبح التيار شريكاً اساسياً ومقرراً في الحكم، وتنقل باسيل بين الوزارات الاساسية التي كانت توكل اليه "محروقة" حتى يُحوّلها الى وزارة يرغب بها ويتنازع عليها الجميع، من الاتصالات الى الطاقة فوزارة الخارجية. لكن تبدل الأحداث وخروج سعد الحريري وانطلاق الانتفاضة الشعبية أعادته الى المربع الأول، لكنه بقي لاعباً على الساحة السياسية ولو بأدوار غير رئيسية.

  • شارك الخبر