hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

لودريان في بيروت: النفط والحراك على الاجندة الفرنسية

الأحد ١٢ تموز ٢٠٢٠ - 23:52

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تحاول فرنسا لعب دورها التاريخي مع لبنان رغم التغييرات الديمغرافية كما السياسية التي طالت بلاد الارز من مئة عام الى يومنا هذا. وما سعى اليه الجنرال غور يوم وقف مع البطريرك الحويك في قصر الصنوبر للاعلان عن دولة لبنان الكبير تحول الى "آثار على الرمال"، والام الحنون التي لا تزال تحتفظ بشيء من ثقافتها داخل هذا البلد تفتقد اليوم الى كل مقومات الاستدامة مع ظهور أكثر من عامل يُعيق عمل باريس ودورها، في ظل الصراع الاميركي الايراني في المنطقة ودخول حزب الله كعامل رئيسي في لُب هذا الصراع.

عندما يحط لودريان في بيروت قادما من العراق سيكون صارما في حواره مع القادة السياسيين، بل ممتعضا ايضا في مقاربة هؤلاء للأزمة التي تعصف في البلاد، فالرجل الذي دفعه "تقصير السياسيين" في ادارة مصير لبنان، الى استعمال كلمات خارج القاموس الدبلوماسي المتعارف عليه في خلال جلسة مجلس الشيوخ الفرنسي حين توجه الى السياسيين بالقول :"ساعدوني لنساعدكم"، مستعملا كلمة "bon sang" اي "اللعنة"، لم يعد يحتمل هذه المماطلة من قبل الطبقة الحاكمة والتي قدمت لها فرنسا كل الفرص من مؤتمرات سيدر الى الضغط باتجاه صندوق النقد الدولي، والتواصل مع الدول المعنية بالملف اللبناني لتحريك المفاوضات المتعلقة بالازمة الاقتصادية، الا أن الجانب اللبناني لم يبادر باتجاه المبادرة الفرنسية، وقد يلمس السياسيون الذين سيلتقيهم الضيف الفرنسي كلاما أكثر حدة من ذلك الذي قاله في مداخلته الاخيرة في مجلس الشيوخ.

وما يعكس ذلك حراك السفير الفرنسي برونو فوشيه وحديثه مع كل من التقاهم حول دور بلاده في هذه المرحلة لتجنيب لبنان تداعيات الصراع في المنطقة والذي سيشتد مع اقترابنا من الانتخابات الرئاسية الاميركية حيث تراقب ايران استطلاعات الرأي التي عكست تراجعاً لترامب بعد جائحة كورونا وتعول على بايدن اعتقاداً منها أن التفاوض مع الديمقراطيين في اميركا أفضل بكثير من الجمهوريين وتحديدا ترامب، وبالتالي فان كل طرف سيشد الخناق على الآخر ولبنان جزء من هذه اللعبة وعليه أن يكون أكثر نضجا في مقاربته لهذه الوقائع يقول المسؤول الفرنسي.

والبارز ايضاً اعتراف فرنسا بحراك 17 تشرين وتشديد على ضرورة اشراك ممثلين عنه في اي حل سياسي. وظهرت الاندفاعة الفرنسية في اللقاءات التي عقدها عدد من المسؤولين في باريس ومنهم الموفد الفرنسي المكلف متابعة مقررات مؤتمر ''سيدر'' السفير بيار دوكان مع وفد من المجتمع المدني حيث اعرب عن استيائه من أداء الطبقة السياسية، معترفاً أن البديل لم يتواجد بعد وأن الثورة التي انطلقت في تشرين عليها أن تنظم نفسها أكثر وأن تخرج بعض الوجوه التي لها علاقة بالاحزاب السياسية ومنها حزب الله، وبحسب مطلعين على اجواء زيارة لودريان فان الاخير قد يلتقي ناشطين معارضين بعيداً من الاعلام للاطلاع أكثر على الوضع الداخلي وما قد يحمله الوفد من اقتراحات تساعد على الخروج من الازمة وقد يتبناها الجانب الفرنسي.

ووسط كل هذا التخبط يتطلع الفرنسيون أيضا الى مواقف بكركي الاخيرة والتي تذكر بنداء المطارنة الموارنة عام 2000 وما تبعه من تحركات سياسية قادت حينها الى اخراج النظام السوري من لبنان، واليوم قد يحمل معه لودريان رسالة من الاليزيه الى البطريرك الراعي لاسيما وأن بكركي لها مكانة خاصة لدى الفرنسيين.

وبحسب المطلعين على الزيارة فان أجندة لودريان تحمل أيضا ملف الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل، لاسيما وأن هذا الموضوع أثارته السفيرة الاميركية مع الرئيسين نبيه بري وحسان دياب، وفرنسا معنية بمقاربته من بوابة شركة توتال الملتزمة التنقيب في البلوك رقم 9 محور النزاع مع اسرائيل، وتحاول فرنسا المساعدة على انهاء الخلاف والحفاظ على مصالحها عبر شركة التنقيب، وتشير مصادر وزارية الى أن ملف ترسيم الحدود البحرية سيكون محور النقاش الفرنسي رغم انه لم يتم التداول به اعلاميا، الا أن التطورات التي ظهرت في الفترة الاخيرة والرسائل الداخلية التي تلقتها فرنسا تعكس رغبة رسمية لبنانية بوجود الطرف الفرنسي الى الجانب الاميركي في مسألة حل الخلاف مع اسرائيل لاسيما وأن مختلف الاطراف ومن بينهم حزب الله يفضل الكلام مع الفرنسيين الذين اختبرتهم من قبل ايران ونجحت عبرهم بالوصول الى الاتفاق النووي مع الاميركيين قبل سنوات، وبالتالي فان وضع الفرنسيين الى جانب الاميركيين يلجم الطمع الاسرائيلي في مياهنا الاقليمية بحسب المصادر.

 

  • شارك الخبر