hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

"لن نجوع"... خطوة لا تُرضي الجميع

الثلاثاء ٢٠ نيسان ٢٠٢١ - 00:04

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يُعلن حزب الله موقفاً واضحاً في ملف ترسيم الحدود البحرية، والتزم الحزب إعلامياً بسقوف معينة، فهو لم يذهب بشراسة لخوض معركة تثبيت حق لبنان بالكيلومترات الإضافية بل بقي بمنأى عن مواجهة تعديل المرسوم التي "غرق" فيها العهد وفريقه السياسي لدرجة تخوين المتخلفين عن التوقيع قبل ان يعود المرسوم الى أدراج بعبدا".

وكما في الترسيم كذلك في الملفات الحساسة الأخرى، حيّدَ حزب الله نفسه في موضوع التدقيق الجنائي، ونأى عن صراع البرتقالي والأزرق حكومياً فلم يُغلّب مصلحة فريق على آخر ولم يُساند الحليف في تفاهم مار مخايل.

فالواضح جداً ان حزب الله الصامت الأكبر في التجاذبات يقف على مساحة واحدة من الجميع، فلا يقطع علاقته ببيت الوسط مهما تأزّم التأليف، ولا يُنغّص الشراكة والثنائية مع عين التينة، ولا يُعارض او يوالي بعبدا "على العمياني".

بتكتيك ذكي ومدروس يتعاطى حزب الله مع الأحداث الداخلية، وكأن الانتكاسات بين الأفرقاء لا تعنيه، فيما يعمل بصمت وعلى طريقة من خَبِرَ سنوات طويلة في المقاومة، لتجهيز نفسه للآتي من الأيام السوداء اقتصادياً واجتماعياً خصوصاً أن الحزب يُدرك ان المشكلة أبعد من ان تُحلّ بكبسة زر والأزمة قد تطول لأشهر وسنوات.

منذ بداية الانهيار، يعمل حزب الله على تحصين بيئته، فبدأ الاستعدادات الصحية للتصدي لجائحة كورونا أولاً قبل ان ينتقل الى تعزيز صمود المؤيدين له والمحازبين في مواجهة الخضَّات الاقتصادية والاجتماعية.

افتتح حزب الله سوبرماركت ومحال تجارية كبرى، وأطلق بطاقة "السجَّاد" في المناطق المحسوبة عليه في نطاقه الجغرافي، ويسعى اليوم الى التمدّد خارج البيئة الشيعية نحو مناطق محسوبة سياسياً على حلفائِه المسيحيين، مساهماً في توفير المواد الاستهلاكية والحاجات الضرورية بأسعار مقبولة تشبه البضائع المدعومة، استعداداً لمرحلة رفع الدعم بعد شهرين.

الخطوة لاقت إرتياحاً في مناطق معينة، لكن توسع مشروع حزب الله الى مناطق أخرى لا يلاقي قبولاً وحماساً لدى الآخرين. إذ يرفض المعارضون لسياسة الحزب الإنمائية ان يحل محل الدولة، ويقولون: "يكفيه انه مسيطر على المرافق والإدارات والمؤسسات، وانه يهدم الدولة ليحل مكانها". وبرأي كثيرين، فالحزب يحاول ان يكون مسانداً في الحرب الاقتصادية لكن المساعدة من قبل فريق يحمل السلاح ويسيطر على كل شيء مستفزة لشريحة واسعة من الناس، ترفض منطق الحلول مكان الدولة.

توزيع المساعدات تحت "شعار لن نجوع" ليس مجدياً بعد أن طرق الفقر والعَوَز الأبواب، وبات لبنان مصنّفاً في المرتبة المتدنية في كل شيء. ويكفي النظر الى معارك الحليب والزيت المدعوم وزيادة معدلات الجرائم والسرقة لتبيان ما فعلته السياسة بلبنان.

  • شارك الخبر