hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

لماذا يُصرّ وليد جنبلاط على تهشيم العهد وتشويه صورته؟

الثلاثاء ١٦ شباط ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الخلاف بين كليمنصو وبعبدا خرج منذ فترة طويلة عن دائرة السيطرة، بعد الحملات السياسية التي يشنّها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ضد العهد والوزير السابق جبران باسيل، من دون مراعاة ضوابط للعلاقة. وقد إحتل التصريح الأخير له الذي وصف فيه حكم الرئيس ميشال عون بالعبثي ودعاه لأن ينتحر، المرتبة الأولى في الأخبار في يوم 14 شباط، الى جانب كلمة الرئيس المكلف سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده.

فالمواجهة التي فتحها جنبلاط لا يبدو انها ستتراجع او تخف حدّتها، حيث يؤشّر عدّاد التصاريح الجنبلاطية إلى الاستمرار في الصعود بدل التراجع. المواجهة كما تقول مصادر سياسية هي مزيج من عدة عوامل، تتصل بالخلاف السياسي أو الحقد على العهد، إضافة الى الملف الحكومي والعلاقة المتأزمة بين بعبدا وبيت الوسط، خصوصاً ان الزعيم الاشتراكي يحاول من فترة أن يكون المُدَافع الأول عن حقوق الرئيس المكلف في عملية تأليف الحكومة، حيث سبق ان دعاه الى الإعتذار عن التشكيل بقوله "دعهم يشكلون وحدهم"، في إشارته الى العهد وحزب الله. والخلاف أيضاً له جذور تمتدُ إلى المرحلة الانتخابية الماضية، والوضعية السياسية لكلٍّ من الاشتراكي والتيار الوطني الحر والعهد في المعادلة المقبلة، وايضاً على خلفية الملفات القضائية المفتوحة بين الفريقين.

الصدام بين الطرفين ليس مستغرباً، فالمُطّلعون على طبيعة التجاذبات والكيمياء المفقودة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والنائب السابق وليد جنبلاط ومع العهد أيضاً، يُدرِكون إستحالة ان تمر فترة طويلة من الهدوء قبل ان تندلع مواجهة جديدة. وهذا ما يحصل دائماً في مراحل التعايش على مضض بين الفريقين. وقد خرج الإمتعاض العوني من أداء الزعيم الاشتراكي الى العلن في الحلقات الضيقة، حيث يتحدث العونيون عن علاقة هشّة ومعقّدة مع الحزب الاشتراكي، الذي لا يجد من يرشقه إلّا العهد وفريقه. وتوسعت حلقة الشكوى العونية من السياسة إلى ممارسات الإشتراكيين "الاستفزازية"، فالتحولات السريعة للزعيم الدرزي بالتنسيق مع أخصام العهد وشخصيات تتناغم مع بعضها في العديد من المسائل والمصالح، كما إن الدعاوى القضائية التي قدَّمها محسوبون على التيار الوطني الحر شكّلت القشة التي خرّبَت العلاقة بشكل نهائي وأدت لإستفزاز دارة المختارة.

يُقرُّ رئيس الحزب الاشتراكي بإستحالة التفاهم والتواصل مع التيار الوطني الحر، ولا يوفّر أي فرصة لقنص العهد ورموزه، فهو يعتبر العهد من أسوأ العهود الرئاسية على الاطلاق، وقد ذهب إلى المطالبة بالتحقيق مع رئيس الجمهورية في قضية إنفجار المرفأ على قاعدة محاكمة الجميع من دون استثناءات.

في ذكرى 14 شباط حَيّدَ جنبلاط حزب الله في هجومه، وركّز على العهد، لكن المواجهة السياسية مع العهد لا تستثني الضاحية الجنوبية وان كانت مؤخّراً بدرجةٍ أقل، وقد يُصبِحُ المشهد أكثر تعقيداً لاحقاً خصوصاً أنه أَسْقَطَ قبل فترة ربط النزاع الذي كان قائماً مع حزب الله، على شكل تغريدات ومواقف تصيب حزب الله وتتهمه بالتسبب بالأزمة الحالية وتنفيذ الأجندات الإيرانية.

التصعيد الجنبلاطي له عدة تفسيرات تتّصل بالمشهدين المحلي والإقليمي، وسط قلق جنبلاط من الأوضاع والمتغيرات المقبلة، حيث انه يرى أن الحل الوحيد هو في الإلتزام بالمبادرة الفرنسية وإعادة تفعيلها. وعليه فإن جنبلاط الذي دعا الرئيس المكلف سعد الحريري للإنسحاب والإعتذار عن التأليف، ذاهبٌ إلى تمتين جبهة العمل مع بيت الوسط في مواجهة بعبدا، وهو لا يتردّد في تشجيع الحريري على ترك السفينة تغرق بمن فيها، من ضمن النظرية التي طرحها قبل فترة بترك الآخرين يتحمّلون تبعات الانهيار.

  • شارك الخبر