إستمع للخبر

عادت مشاهد طوابير السيارات على محطات الوقود وارتفاع دولار السوق السوداء الى تكبيل حياة اللبنانيين وسحل ما تبقى من مقومات عيش ترقى الى مستوى الدولة.
وتعتبر اوساط مراقبة انه قد بات محسوما بالنسبة لجميع عواصم العالم كما للمجتمع الدولي ان الانتخابات لن تشكل محطة للعبور الى دولة السيادة كما انها لن تساهم في تصحيح الخلل والفساد المستشري في الواقع السياسي، وبالتالي فهي متيقنة انه من العبثية انتاج تسويات في لبنان، خاصة وان الظروف اللبنانية سريعة التحولات والمرتبطة بتطورات المنطقة على وقع الحرب الروسية الاوكرانية، تُظهر ان طريق الحل في لبنان معقد ويتداخل فيه الاستعصاء المحلي مع التشابكات الخارجية.
تشرذم الساحة السنية شكّل ازمة من دون شك، وحالة لا توازن وسط صعوبة لملمة الوضع الانتخابي مع دخول المزاج السني في حالة احباط لم تعد شيفرته قابلة للحل عربيا وتحديدا سعوديا، إذ ان الرياض لا تزال على موقفها الذي عبّرت عنه في عدة مناسبات، في حين ان عودة السفير السعودي الى بيروت ليست محسومة في القريب العاجل، لينحصر اهتمام المملكة بإرسال مساعدات انسانية للشعب اللبناني.
وبعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى قطر للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة واللقاءات التي عقدها والدفع باتجاه اعادة وصل ما انقطع عربيا، رأت الاوساط عينها ان تفاؤل ميقاتي نابع من كون جولته العربية التي يعتزم تفعيلها في الايام المقبلة ربما شكلت اخر ورقة لاستجداء العودة العربية الخليجية، من منطلق التعويل على الرعاية العربية لانقاذ الوضعَين المالي والاقتصادي، ومحاولات ردم الهوة مع دول الخليج الاخذة بالاتساع اكثر فأكثر.
أمّا فرنسيا، فمن الواضح ان آداء الإليزيه بخصوص الملف اللبناني فقد وهجه بالرغم من عدم اليأس ويتجلى ذلك من خلال الابقاء على قنوات دبلوماسية فرنسية فقط، بسبب انشغال الرئيس ايمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية اضافة الى تغيير جذري في الاولويات وانحراف الانظار اوروبيا وعالميا نحو الازمة الاوكرانية وتداعياتها الخطيرة والمرشحة للتفاقم والاتساع.