hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - هيلدا المعدراني

لبنان يدخل لعبة الامم والحرب على النفط...

الثلاثاء ١٤ حزيران ٢٠٢٢ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


وصل الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين الى بيروت بعد مناشدات المسؤولين اللبنانيين واستغاثتهم من تعدي اسرائيل على نفطهم وغازهم المخزّن في جوف البحر، وقد فات هؤلاء ان القرار اتخذ باعتماد الخط 29 بغض النظر عن الموقف اللبناني الداخلي المتشظي، بعد ان فشلت السلطات السياسية المتعاقبة في ادارة اكبر ملف وثروة وطنية كفيلة بانتشال لبنان من قعر هاويته ودفعه الى مصاف الدول المتقدمة والنامية، وتوفير عذابات اجيال من الشباب اللبناني تشرذموا في بقاع الارض يستجدون لقمة العيش.
إذ من السذاجة تصوّر ان سفينة منصة حفر وإنتاج الغاز اليونانية "انرجيان باور" قد وصلت الاسبوع الفائت إلى حقل غاز كاريش المتنازع عليه بين لبنان واسرائيل تحت انظار العالم، من دون أن تكون محملة بأطنان من الضمانات والتعهدات الاميركية، بعد ان وضعت ترتيبات خاصة لانجاز عبورها ووصولها بالسرعة القصوى، وقد استلزم الإعداد لعبور ما سمي بـ "الوحدة العائمة" الاضخم، عمل مجموعة من المناورات البحرية لاختبار السرعة المناسبة وتحديد مدى تأثير الأمواج وسرعة الرياح، دون اغفال ان عبور قناة السويس، يوفّر شهوراً من الابحار، الذي كان يمكن للشركة أن تتحملها لو اختارات الابحار من سنغافورة عبر افريقيا باتجاه البحر المتوسط.
ازاء هذا الواقع المستجد، يبرز مشهدان متناقضان، فثمة من يقول ان الشرق الاوسط يقبع على حافة الحرب والتفجير العسكري في اي لحظة وان خطة "حرب الغاز" في الشرق الاوسط أصبحت جاهزة حيث جرى قبل ايام تدريب عسكري إسرائيلي كبير عليها تحت تسمية "مناورة ما وراء الافق"، في حين رفع امين حزب الله السيد حسن نصرالله اول امس سقف تهديداته مؤكدا ان "المقاومة قادرة على منع العدو من استخراج النفط والغاز من كاريش وكل إجراءاته لن تستطيع حماية السفينة اليونانية أو عملية التنقيب".
في حين يعتبر البعض الاخر ان ما يحصل هو بداية التسويات حول ملف الغاز، مع وصول الوسيط الاميركي الى بيروت لنزع فتيل الحرب واندفاع الطرفين اللبناني ومن خلفه حزب الله، والاسرائيلي.
وتتحدث مصادر من ان هوكشتاين سيتعامل هذه المرة مع ملف الغاز بين لبنان وإسرائيل من زاوية رغبة واشنطن الاستراتيجية بتجنيد هذا الغاز في خدمة إخراج الغاز الروسي من اوروبا لتشديد الحصار على بوتين. وتتمثل خطورة الموقف بالنسبة للبنان بامتلاك اسرائيل الورقة الأهم وهي انها تقوم بالحفر في كاريش تحت غطاء اميركي ما يعني أن غاز كاريش هو جزء من اللعبة التي يقودها بايدن لاستخدام حقول النفط القريبة من أوروبا كسلاح في معركته ضد بوتين وتحرير أوروبا من التبعية للغاز الروسي.
اذاً، يمكن القول أن منصة الحفر اليونانية في حقل كاريش هي جزء من حرب واشنطن ضد موسكو، وكذلك هي جزء من السعي الاميركي لتدفئة اوروبا والاستغناء عن الغاز الروسي.
يقف اليوم لبنان امام خيارين احلاهما مرّ، اما التنازل والرضوخ واما التصعيد والمواجهة، وفي كلا الحالتين سيكون الخاسر الاكبر في ظل تفاقم انهياره وعزلته العربية ومن موقعه الاضعف في المفاوضات.

  • شارك الخبر