hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

كيف سيخرج اللبنانيون من "عصفورية" أزماتهم؟

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠٢١ - 23:55

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عُرِفت "العصفورية " بأنها أكبر مستشفى للأمراض النفسية والعقلية في الماضي، قبل ان تقفل أبوابها في العام ١٩٧٢. أما اليوم فإن الوطن على مساحته من الشمال الى الجنوب ومن البقاع الى الساحل، تحوّل الى عصفورية يُحتَجَزُ فيها اللبنانيون المصابون بشتى أنواع الأزمات والمصائب، التي لو مرت على شعب غيره لكان قضى على الفور ولم يسلم منه أحد. ولكن الشعب الذي خرج من حرب أهلية وحروب عبثية، ينازع ويحاول التأقلم مع الجائحات التي تصيبه بكل أشكالها حتى ولو كانت على شكل وباء.

قدرة اللبنانيين على تحمل المصاعب لا تلغي الوضع الكارثي والتخبط في الأزمات، وقد احتل لبنان مرتبة الشرف بين بلدان فقيرة بالشعب الأكثر بؤساً في العالم بعد جائحة كورونا. العصفورية الصحية استفحلت مع إرتفاع عدد الإصابات بكورونا، ليدخل لبنان السيناريوات الإيطالية والإسبانية، اذا لم يكن السيناريو اللبناني أسوأ بكثير. فعندما انتشر الوباء في ايطاليا لم يتجاوز عدد الاصابات اليومية الستة الاف لستين مليون شخص، فيما يتم تسجيل خمسة الاف اصابة يومية في لبنان لستة ملايين لبناني ومقيم. وفي ايطاليا لم ينقطع الدواء من الصيدليات أو يُهرّب الى الخارج ويتم تسعيره في السوق السوداء.

التخبّط الصحي هو الأخطر من دون شك، وظهر في غياب خطة صحية جيدة متكاملة من بداية الأزمة، والتقلّب بين خيارات الاقفال وفتح البلاد، الأمر الذي أوصل الى تفشي الوباء، اضافة الى تقاعس السلطات المعنية وتأخرها في تأمين اللقاحات، وعدم فتح المستشفيات الميدانية وتجهيز الحكومية كما يلزم، والقاء العبء على المستشفيات الخاصة والطاقم الطبي الذي يكافح باللحم الحي. وما همّ المسؤولين طالما ان عدداً منهم تلقى اللقاح مع عائلاتهم في الخارج او عبر شركات خاصة، فيما المماطلة قائمة للتصديق على قوانين شركة واحدة للقاح.

الوضع الحياتي للناس لا يَقِلُ سوداوية بعد ان مروا بشتى أنواع الذل والتجارب أمام المصارف والصيدليات والسوبر ماركت، ومع تلاعب التجار بالأسعار وربطاً بتدني الرواتب وفقدان الليرة قيمتها الشرائية، فيما التخبّط السياسي على حاله مع ارتفاع منسوب التصعيد، وبدء مسلسل الثأر والانتقام بين بعبدا وبيت الوسط، وتسريب فيديوات "نشر غسيل" على السطوح بين السياسيين، من دون الالتفات الى معالجة الترهّل والإنهيار والتعثر وازدياد السرقات وجرائم القتل بسبب الجوع والأوضاع الصعبة، في حين يبدو مسلسل تهريب المحروقات والمواد المدعومة ناشطاً "على عينِك" يا دولة من دون أي محاسبة.

لهذه الأسباب يطلق كثيرون على وضع البلاد اليوم وصف العصفورية، وعلى الناس مجانين. فالشعب الذي يَئِسَ من سياسييه "مش فارقة معو" يعيش ليشهد على المزيد من الفساد ونهب الدولة.

على الأرجح، تجربة اللبنانيين بعد انتهاء جائحة كورونا وعصفوريتهم الاقتصادية والمالية والسياسية، يمكن ان تكون مادة اختبار ودراسة عالمية يجدر التوقف عندها لتحليلها وتقييم تجربة الخروج منها سالمين.

  • شارك الخبر