hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

في لبنان...عودة الى القرون الوسطى والعصر الحجري

الإثنين ١٣ تموز ٢٠٢٠ - 23:54

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي دراماتيكياً ويكاد يخرج عن السيطرة. فكثر من اللبنانيين فقدوا وظائفهم وتبخرت ودائعهم. وعددٌ منهم عند حافة المجاعة كما تفيد التقارير والتحذيرات الغربية، فيما السلطة عاجزة و"مذهولة"، وأركانها ضائعين اي طريق يسلكون، نحو الغرب الذي يطالب بإصلاحات وشروط سياسية، او الشرق الذي لن يُعطي مجاناً وله مصالح وشروطاً ايضاً.

ومن العجائب والتناقضات، ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لم يُغلِقْ الطريق نحو الغرب، وأعطى فسحة للتعاون معه، فيما رئيس الحكومة حسان دياب خوفاً من ضياع الفرص امام حكومته، يحاول مد جسور بين الشرق والغرب وجمعهما معا.

لا يوجد حلول لإنهيار القطاعات التربوية والصحية والسياحية، او لاستنزاف الاحتياط النقدي وما تبقى من عملة وطنية، الا بدعوة المواطنين الى الصمود والزراعة على الشرفات والأسطح، فإزدهرت مؤخراً أسواق المزارعين في المناطق لتسويق الانتاج من المزارع الى المستهلك، وفق خطة النهوض والتعافي. لا مناص من الزراعة، ولبنان خلاصه في الزراعة والصناعة وطنياً في غياب الدعم الضروري للمزارعين إلا للمحظيين والمحسوبين على الأحزاب الكبرى، وهؤلاء يحصلون على المشاعات والمساحات وفق تسهيلات وبناء على توصيات.

انهيار العملة الوطنية أمام الدولار غيّر وجه لبنان كثيراً وأدى الى تداعيات سلبية على كل المستويات، وتراجعٍ دراماتيكي في أسلوب العيش. فاهتمامات اللبنانيين اليوم محصورة في تأمين السلع التي ترتفع أسعارها وصار جزءٌ أساسيٌ منها مفقوداً من الأسواق، وفي متابعة تقلبات سوق الصرف لمن لديه خادمة او يحتاج تحويل دولار الى اولاده في الخارج، ولمن يريد حاجات مستوردة، مع العلم ان قطع الادوات الكهربائية والأجهزة الالكترونية وحتى قطع غيار للسيارات، لم تعد متوافرة إلا بالماركة الصينية في عددً من الأسواق.

شيئاً فشيئاً يمشي لبنان رجوعاً الى الوراء، محلات تجارية تقفل أبوابها، مدارس عريقة تدفع نصف معاشات، محامون وصحافيون ومهندسون وأطباء وطبقة واسعة من المثقفين يشكون من الأوضاع، فهم تحولوا الى الطبقة النخبة من الفقراء الجدد. هل زرتم طبيباً في عيادته لا يشكو من التراجع المرير. "المرضى لم يشفوا لكن لا أحد يزور الطبيب". المهندس شكواه مضاعفة فالمعاش نصفه دولار والنصف الاخر باللبناني"، وحال أصحاب المحال والمؤسسات المهجورة تُعبّر عن الواقع الجديد.

بسرعة قياسية تراجع لبنان الحضارات عشرات السنين دفعة واحدة، المهندس يستصلح أرضاً والطبيب يشتري بقرة، الحمام الزاجل سيعوض تباطؤ الانترنت وانقطاعه، وقنديل الكاز عوضاً عن كهرباء تقترب من العتمة الكاملة في أي وقت، اشارات ضوئية متوقفة، وشعب "سارح" من دون ضوابط لم يعد يأبه للموت من الكورونا، بعد ان غَلّبَت الدولة خيار الاقتصاد وفتح البلاد لإنعاش الاقتصاد الذي دخل الموت سريرياً ولم يعد ينفع معه الإنعاش.

  • شارك الخبر