hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

عندما يُصَوب البطريرك على حزب الله

الإثنين ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٠ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما دخل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على الخط الحكومي كوسيط بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، كان الضوء الاخضر الفاتيكاني قد أُعطي للصرح من أجل الدفع باتجاه التأليف لتكون الحكومة عيدية اللبنانيين الذين ينتظرون بفارغ الصبر سلطة جدية تريد فعلا الاصلاح وتضع خطة متكاملة للخروج من الأزمة بعد ان بلغ السيل الزبى وطرق الانفجار الاجتماعي أبواب الطبقة السياسية.

كان الراعي يراهن على حكمة الرئيس ميشال عون وتمسكه بالحقوق الوطنية، وعلى ادراك الرئيس المكلف بأن الوقت قد حان للإقلاع بتشكيلة حكومية تواجه كل ما ينتظرنا من مخاطر، فحاول ابقاء المداولات التي أجراها مع الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعيدة عن الاعلام والصالونات السياسية لاعتقاده ان الامور ان تخطت الاطراف المعنية بشكل أساس بالتشكيلة قد تفسدها، وكان حريصا أيضا على ابقاء حزب الله محايدا لمعرفة مدى تأثيره على الاطراف المفاوضة، وكشف المعرقل الحقيقي للملف الحكومي مع تقاذف الاطراف كرة التعطيل فيما بينهم، فيما المطلوب تحديد الاولويات التي على اساسها ينطلق قطار التأليف والكشف عن الجهات التي تتمترس خلف مطالبها، في وقت كان البعض يهمس في أذن بكركي ويقول أن المعرقل الاساس ليس من يفاوض على الطاولة ويسجل اللقاءات، بل ثمة طرف اساسي يختبئ خلف المطالب مستفيدا من الشرخ بين التيارين الازرق والبرتقالي فيعمد الى بث الاخبار لتفجير المواقف بين الطرفين والايحاء بأن الطرف الأول يريد التفرد بالسلطة على حساب حقوق الثاني، في حين أن المحرض والبعيد عن الشاشة هو المعني مباشرة بهذه العرقلة والاختباء خلف حليفه، والمقصود هنا حزب الله الذي رمى شباكه لاصطياد المبادرة البطريركية بطريقة ممنهجة بدأها بطرح مبادرة رديفة عبر الاعلام  من دون الكشف عن تفاصيلها والايحاء بأن خط الضاحية عين التينة "شغال" ويمكنه بأي لحظة المونة على الحلفاء لايجاد المخرج الملائم للتشكيلة الحكومية،  تزامنا مع حملة ممنهجة صوبت على مبادرة بكركي تولاها اعلام يدور في فلك الحزب، تارة عبر "تحزيب" الاسماء المطروحة من قبل الحريري وبعضها يريده الفرنسيون، وطورا عبر تحوير محاضر الجلسات بين الرئيسين عون والحريري، واختلاق بعض الافكار والقول انها طرحت في النقاشات التي أدارتها بكركي بين الحريري من جهة وباسيل من جهة أخرى، وتمكنت من جر الطرفين الى بث سمومهما عبر بيانات ليلية أطاحت بمساعي التأليف.

في عظة الاحد وصف الراعي الحليف وقال هو ذاك الذي "حالف على الخير لا على تفشيل الحليف وتعطيل المؤسسات والصلاحيات والقرارات الوطنية، ومنع قيام السلطة".. لم يسم الراعي الحليف أو يكشف عن هويته ولكن مجريات الامور والمفردات المستعملة في التوصيف تلمح الى ان المقصود هو حزب الله المعني كحليف بمساعدة التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون تحديدا ورفض المس بصلاحياته من خلال خطوات عملية واضحة لا لبس فيها، والدفع قدما نحو تسهيل المهمة والضغط عبر المبادرات التي تعطي كل طائفة حقها في التمثيل.

الراعي نفسه ممتعض من الحملة الكبيرة التي يشنها حزب الله على حاكم مصرف لبنان لغايات مكشوفة هدفها التحريض على الحاكمية والدفع لتغيير سلامة والتشكيك فيه امام الرأي العام ليكون الضاغط على هذا التغيير. والامتعاض الكبير الذي يسجله الراعي على الحزب هو التصويب على القيادة العسكرية وشخص العماد جوزاف عون الذي أكد له سيد الصرح في اللقاء الاخير انه الداعم الكبير للقيادة وان حكمتها وسمعتها امام الرأي العام مصدر اعتزاز تفتخر به كل الشرائح الاجتماعية اللبنانية، وعليه فان الراعي يضع امام الحزب خطوطا حمراء على المؤسستين المالية والعسكرية وهو مستعد للذهاب بعيدا في الدفاع عنهما ومنع اي أحد من المس بشخص الحاكم أو قائد الجيش، لقناعته بان التغيير يأتي من الناس لا من الحسابات السياسية والحزبية لبعض الاطراف.

لدى البطريرك الراعي الكثير من الملاحظات على كل الاطراف السياسية ولكن ثمة طرف معني بصورة شاملة وهو حزب الله الذي يدير ظهره لكل المطالب التي تخص الدولة اللبنانية ويجهض كل المبادرات التي تقودنا الى عملية اصلاح جوهرية في بنية النظام وباطار سياسي ووحدوي لا فئوي، وربما قد يقول الراعي على مسامع وفد حزب الله الذي قد يزور الصرح معايدا أن الامور لنم تعد تحتمل التسويف وأن المطلوب نقاش صريح وواضح بمطالب كل طرف وأهدافه بعيدا عن المواربة والتلطي خلف الحليف وحليف الحليف.

  • شارك الخبر