hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

عراضات ومواكب مُسلحة.. أحزاب سورية تقتحم الساحة

الأربعاء ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


بموكب من السيارات الرباعية الدفع يتجول الأمين القطري لحزب البعث علي حجازي في المناطق محتفلاً في ذكرى التصحيح، ويشق طريقه الحزبي بعد أن أقصاه اللواء جميل السيد في الانتخابات النيابية الأخيرة وفرض عليه "حُرم" الترشح في منطقة بعلبك - الهرمل وبأمر شخصي من الرئيس السوري بشار الاسد.
حجازي الذي تربطه علاقة جيدة بالنظام السوري "والد زوجته ضابط كبير في المخابرات السورية"، تحسبه القيادة في دمشق حصانا رابحا كونه من الرعيل الشبابي الجديد الذي عرف كيف يحاور الكاميرا وينطلق منها نحو الجمهور مستفيدا من افلاس سياسي كبير لقيادات حزب البعث السابقة التي خاضت تجربتها طيلة العقود السابقة وتقاعدت مع انسحاب الضباط الذين تعاقبوا على القيادة الامنية في لبنان، فحجز حجازي مكانه في بيئة تتعاطف مع النظام السوري وتربطها مصالح واسعة مع أركانه، ومنها انطلق نحو بيروت والمناطق "مُبَشرا" بعقيدة حزب البعث.
العراضات التي يُستقبل بها حجازي والمواكب السيارة المسلّحة بأجر مرتفع، تعكس رغبة سورية بالعودة الى البيئة السُنية المشتتة والباحثة عن "رفيق الحريري" جديد، مع علمها المسبق أن بعض المفاتيح التي كانت قبل عقدين من الزمن تحت عباءة الضباط في عنجر والبوريفاج قد تعود الى "المنزل الأول" متى وجدت فيه مصالحها واشتمت رائحة التغيير القادمة مع تسويات المنطقة.
يسعى حزب الله الى دخول المناطق السُنية بعد تجميد سعد الحريري عمله السياسي، آخذا في عين الاعتبار خصوصية كل منطقة وتفاعل أهلها مع المكوّن السياسي فيها. فلسُنَّة عكار مفاتيح تختلف عن تلك التي يمكن أن يمتلكها حزب الله في طريق الجديدة، فالاولى لها خصوصيتها المرتبطة بحدودها الجغرافية مع الداخل السوري والمصالح المتقاطعة بين التجار في وادي خالد ومناطق سُنية أُخرى مع منطقة حمص والجوار، وأهالي المنطقة الذين يعتاشون من التهريب وعلى ارتباط مصالحهم مع تجار سوريين، لن يقفوا منتظرين قرار سعد الحريري العودة الى الحياة السياسية لتسيير مصالحم، فهؤلاء يبحثون دائما عن مُعيل ولا يمكنهم انتظار التغيير الذي سيأتي بالحريري الى لبنان، فكان لا بد من ايجاد بديل جاهز وقادر على رفدهم بالمال والمساعدات، فكان حزب الله جاهزا لأداء هذه المهمة عبر ممرين:
-الاول تجنيد مشايخ من المنطقة ودعمهم بالمال والمشاريع لمساعدة كوادر سابقة في تيار المستقبل، اضافة الى استمالة قيادات في التيار الازرق وربطهم بمصالح تجارية كان الحريري الابن يساعدهم على تأمينها من خلال علاقاته في الدولة أو تأمين الغطاء الامني لبعضهم لاسيما في الحكومات التي أعقبت استقالة الحريري.
والثاني عبر الاحزاب السياسية التي تُناصر الخط المقاوم وتتواجد في البيئة السنية كالبعث والقومي والناصري، وهي تضم مجموعات متنقلة هدفها تأمين مصالحها الخاصة وهي كانت متواجدة في الملعب السوري قبل العام 2005 قبل أن تنتقل الى تيار المستقبل واليوم تعود مجددا الى ملعبها الاول. هذه الفئة هي خليط هويات سياسية وتجارية وخارجة عن القانون، قادرة على افتعال أي اشكال أو حدث أمني يعود بالمنفعة الخاصة، وقد عوَّل عليها النظام السوري لتمكين قبضته في الداخل، ومستعد بالتنسيق مع حزب الله للعودة مجددا الى الساحة السُنية عبرها، مع ادراكه جيدا ان هذه الفئة هي من المرتزقة القادرة على تبديل انتمائها متى دعت الحاجة.
لا تقتصر الأجنحة السورية على البعث والقومي فلدمشق تيارات وشخصيات سياسية لديها رغبة العودة الى الساحة لتملأ فراغ المستقبل داخل البيئة السُنية.

  • شارك الخبر