hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

طرابلس: كرامي زائر تركي دائم وريفي يتحضر لاطلاق تياره..

الأحد ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 23:51

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين السعودية "الوهابية" وتركيا "الاخوانية" ينقسم الشارع السني في لبنان.. هذا الشارع الذي مشى يوما خلف جمال عبد الناصر واقتدى ب "عروبة" صدام حسين، ها هو اليوم ينقسم مجددا بين مشروعين يرابط كل واحد على جبهة.

في طرابلس يمكن تبيان الانقسام الواضح بين الشارعين السعودي والتركي. الاول امتد لسنوات وجد في البيئة الطرابلسية كما البيروتية والصيداوية فراغاً لمؤسسة الدولة فبادر الى اقتحام تلك الساحات. لعب تيار المستقبل الدور البارز في ارتباط اولاد المناطق المذكورة بالمملكة، وظهر ذلك في كثير من المحطات، وسمح التقارب السوري السعودي وابعاد ايران عن الساحة منذ اتفاق الطائف حتى العام 2005، للكثير من أبناء الطائفة السنية ايلاء المملكة اهمية كبيرة وهي التي فوضت الجانب السوري ترتيب الملف اللبناني.

مع دخول ايران على الخط لاسيما بعد العام 2000 والانسحاب الاسرائيلي من الجنوب وصعود نجم حزب الله، بدأ التململ السني يرتفع. جاءت أحداث جرود الضنية وظهور الجماعات المتطرفة لتظهر تبدلا في مسار " س.س" تزامن ذلك مع تعزيز دور ايران في لبنان عبر حزب الله الذي أخذ بالتمدد نحو الداخل. كانت الساحة السنية مترددة تشتم رائحة انقلاب عليها، الى أن جاءت عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فكان 14 شباط يوم الطلاق بين الشارع السني والنظام السوري.

تطورات كثيرة أعقبت عملية الاغتيال عززت الانقسام الداخلي، بدت المملكة الوصية الشرعية على السُنة مقابل مد ايراني تشعبت خلاياه في الكثير من المناطق. ومع فرز القوى السياسية بين 8 آذار و 14 آذار، أخذت طرابلس بيروت ومناطق أخرى خطها بدعم سعودي وكان الدور التركي حينها بعيدا الى حد كبير لاسيما في طرابلس والشمال، ولكن الحرب السورية عام 2011 غيرت المسار العام للقوى السُنية التي وجدت باللاعب التركي سندا لها لتطوير مشروع مساندة الشعب السوري ضد النظام السوري.

غيرت الهجرة المعاكسة من طرابلس الى تركيا فالشمال السوري ودخول قسم كبير من السوريين الى لبنان، المزاج السُني وبدت طرابس خط الدفاع الاول عن "الثورة السورية". دخل الجانب التركي الى المدينة من هذا الباب وأخذ يتمدد عبر جمعيات انسانية ومشاريع ثقافية واجتماعية، وكانت المهمة سهلة بالنسبة ل "طرابلس الشام"، فالاتراك لم يخرجوا من المدينة منذ انهيار السلطنة فكل العادات والتقاليد والاعلام كان حاضرا وسهل المهمة، بل وصلت البعثات التركية الى عكار وباتت زيارات السفير الى هناك شبه دورية.

اليوم تغيرات كثيرة تشهدها المدينة مع تراجع نفوذ تيار المستقبل وتعاظم دور قوى سياسية أخرى. فالنائب فيصل كرامي بات زائرا دائما الى تركيا حيث يلتقي مسؤولين في انقره ويجتمع مع جمعيات داعمة لمشاريع كثيرة يشرف عليها كرامي في مدينة الفيحاء منها احدى الجامعات، ولم يخف الرجل دور تركيا كنموذج يحتذى به.

وأبعد من ذلك تحدث كرامي عن "أصدقاء تاريخيين نمد لهم اليد حين نشعر بالغبن، وعن علاقة بمثابة صفحة مشرقة بتاريخ منطقتنا وأمتنا.. وهي صفحة لم تغلق أصلا".

مهد كرامي في كلماته المنتقاة لمستقبل الاتراك في عاصمة الشمال، ويدل على أن المدينة مقبلة على صراع كبير بين الخطين السنيين في المنطقة، وهنا يستعمل كل طرف أدواته.

والى جانب كرامي برز دور اللواء اشرف ريفي أيضا الساعي الى احياء تياره السياسي السيادة والنزاهة والديمقراطية (سند)، حيث كثف لقاءاته واجتماعاته مع أعضاء النواة الاولى للهيئات التأسيسية في الشمال تمهيداً للتحضير للمؤتمر التأسيسي للتيار، في وقت يشهد تيار المستقبل تخبطا وانقساما في المدينة مع تراجع كبير على المستوى التنظيمي ودخول رجل الاعمال بهاء الحريري بمشاريع مختلفة في أكثر من بلدة شمالية.

اذا يسعى التركي الى توطيد العلاقة مع خصوم الحريري ودعمهم، في وقت يبدو الرئيس نجيب ميقاتي محايداً ويفضل التموضع في المنطقة الرمادية، فهو يسعى الى البقاء الى جانب المملكة ويسعى الى التواصل معها ودعم كل ما يتصل ب"نادي الرؤساء"، رغم تباين وجهات النظر في الفترة الاخيرة مع الرئيس المكلف، مع العلم أن جهات سياسية مقربة من الحريري فتحت خطوط تواصل مع الجانب التركي وقد تعلن مواقفها تباعا، وهذا الامر رهن التطورات الحاصلة في المنطقة وما يمكن أن ينتجها التموضع الجديد لأكثر من دولة قررت التطبيع العلني مع اسرائيل.

  • شارك الخبر