hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

روسيا تُسوق للـ"مثالثة"

الأربعاء ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبل دخول القطار الاسرائيلي خط التطبيع مع الخليج، كانت القوى التي تدور في فلك النظام السوري وقريبة منه تتحدث عن مسعى روسي لتسويق مبادرة السلام بين اسرائيل وسورية، مشيرة الى أن هذا الامر في بداياته ويلزمه الكثير من الوقت لينضج.

جاء ذلك بعد الانفتاح الاماراتي على النظام في سورية عقب تبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وزيارات سرية قام بها كبار رجل الامن في سورية الى المملكة العربية السعودية بمبادرة روسية - اماراتية حيث تم عقد لقاءات مع المسؤولين هناك ابرزهم ولي العهد محمد بن سلمان.

الهم البارز لدى دول الخليج كان ابعاد ايران عن المنطقة واسقاط أجنحتها العسكرية الممتدة على طول "الهلال الشيعي" الذي تولد من العراق الى سورية لبنان فغزة وصولا الى اليمن، وما ترتب عن ذلك من مفاعيل كبيرة على الدول التي اجتاحتها ايران بمراكز عسكرية وألوية مدعومة مباشرة من الحرس الثوري.

لا يهتم النظام الخليجي باسم الرئيس السوري أو شكل النظام ان بادرت دمشق الى تطويق الدور الايراني وتجفيف المساعدات العسكرية عن حزب الله، عندها يمكن أن يدخل الاسد أو نظامه الى الدول العربية من الباب العريض ويتم فك الحصار بساعات قليلة وهذا الامر تم عرضه على الاسد مرات عدة وجوبه بالرفض. الا أن المحادثات التي بدأت قبل سنوات قليلة بمباركة روسية فهي تختلف عن سابقاتها، فالروس طالبوا الاسد بتأمين خط الجولان السوري على طول الحدود مع اسرائيل وبضمانات دولية ومشاركة أممية، على أن تعزز النقاط العسكرية الروسية هناك لتشرف على أدق تفاصيل الامور اللوجيستية، في المقابل ينكفئ الدور الايراني عبر فصائله وينسحب تكتيكيا من الساحة السورية وهنا يكمن الحديث عن مستقبل حزب الله في المنطقة وتحديدا في لبنان.

هنا لم تعد الازمة السياسية مبنية على تشكيلة حكومية يضمن معها الاطراف الثلث المعطل أو يأخذ كل طرف هذه الحقيبة أو تلك. الحديث الداخلي يتمحور اليوم حول طبيعة النظام السياسي الذي سيُبنى على انقاض اتفاق الطائف والاطراف التي سيطالها التغيير ومن بينها حزب الله الخارج من الميدان السوري منتصرا ويشارك اليوم بشكل كبير في صنع القرار اللبناني. وعليه كيف ستتصرف الدول المعنية بالملف مع حالة الحزب بعد أن فشلت باسقاطه اقتصاديا وعسكريا وهل من طبخة اقليمية دولية لتفكيكه عسكريا؟

تشير المعلومات الى ان روسيا دخلت على خط الازمة عبر تسويق فكرة تغيير النظام في لبنان وادخال حزب الله كقوة سياسية وازنة في الدولة كشرط اساسي لدمجه في الاطار المؤسساتي وسحب السلاح منه.

هذه الفكرة يجري بحثها مع المعنيين لا سيما الفرنسيين والايرانيين. وقد وجدت موسكو أن المثالثة هي المدخل الطبيعي ل "اغراء" الطائفة الشيعية في لبنان والتي يشكل حزب الله الاكثرية الشعبية فيها لمقايضتها مع السلاح، وقد أبدى الاميركيون ترحيبا بالفكرة ضمن شروط محددة يتم التوافق عليها مع الاطراف الاقليمية الأخرى، تأخذ في الاعتبار وجود قوى سياسية أخرى من مسيحية وسُنية في الدولة، وتشترط الرفض المطلق لاستنساخ نظام "الخميني" في لبنان عبر تسلل حزب الله أكثر الى مفاصل الدولة.

هذا الاقتراح سيكون على طاولة المفاوضات النووية مع ايران التي ستدخل مع بايدن الميدان التفاوضي بعد أن اتخذ الاخير المسار السياسي لا العسكري لمواجهة طهران. من هنا فروسيا لن تفرط بأي جزء من مصالحها وستعمل مع واشنطن وطهران على السواء لحماية أوراق القوة والتضحية ما أمكن بتلك التي لا قيمة لها على طاولة المصالح، وبالتالي تدخل الورقة اللبنانية كعنصر ضاغط على الاطراف المفاوضة.

روسيا التي سترعى في المستقبل القريب الاتفاقات، بعد تعزيز وجودها الاستخباري والعسكري على الساحة السورية، لن تتأخر بتأمين الشريط الحدودي اللبناني لصالح أمن اسرائيل وهذا الامر سيكون حكما على حساب النظام السياسي اللبناني الذي يشهد انقلابا جذريا لا يقتصر على انتخابات نيابية أو حكومة اختصاصيين بصلاحيات فوق العادة، بل سنكون امام نموذج جديد قابل لتلقف التغييرات التي ستطال المنطقة والتي انطلق قطارها في الخليج ليعبر المضائق والابحر.

عوامل عدة يُعمل عليها لتفجير الوضع في الداخل والاستثمار في نظامه السياسي، ولأن التجربة اللبنانية مستنسخة وتُعاد كل ربع قرن لتنتج طبقة سياسية تتحكم بالنظام الجديد، فلا مشكلة بدخول الروسي والاميركي أو الصيني على الخط لرسم شرق أوسط جديد ينخرط فيه لبنان وان كانت الفاتورة التي سيدفعها مرتفعة.

 

 

 

  • شارك الخبر