رسائل كثيرة يمكن استخلاصها من تظاهرة ٦/٦ ابرزها ان التظاهرات عن غير قصد دخلت المرحلة الأدق لأنها تهدد السلم الأهلي بعد انحراف التحركات في الشارع عن المسار الأساسي والمطلبي ودخول عوامل جديدة غير المطلبية، وصار مؤكدا بعد ما حصل من مواجهات في الشارع ان التظاهرات لن تعود الى سياقها الذي كانت عليه بعد ١٧ تشرين الأول.
ما يعزز هذا الاعتقاد ان ما جرى يوم السبت كان مدبرا ومخططا له، فهناك من نصب فخاً للمتظاهرين السلميين لاخراجهم على نحو اللاعودة الى الشارع مجددا من خلال الضغط والفبركات ومحاصرة التظاهرات بالشائعات، وقد جرى رسم سيناريوهات عدة تم وضعها عبر الية التطبيق السريع. وعليه تؤكد مصادر سياسية ان تظاهرات السبت حملت رسائل عديدة في اكثر من اتجاه، فحزب الله الذي أعد خطة تحريك شارعه من الخندق الغميق رسم خطاً عريضاً حول سلاحه ومناطقه مهددا بقلب الطاولة على من يقترب من حدوده.
مؤشرات أخرى ليوم السبت تتمثل بتوزيع الخسائر والارباح، فمقابل الانتفاضة التي تلقت ضربة قاسية ومنيت بانتكاسة واسعة حيث سيكون صعبا إحياء التحركات الشعبية مجددا وعودة الحراكيين الى الشارع، فان الثنائي الشيعي هو اكبر الرابحين في يوم السبت اذ استطاع حزب الله ان يطوق التظاهرات التي ذهبت الى المطالبة بسلاحه وتطبيق القرارات الدولية، محققا اختراقا ضد محاولات تطويقه بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وما حصل مؤخرا من محاولة فرض شروط سياسية والشروع بتطبيق قانون قيصر ووقف التهريب.
استطاع حزب الله توحيد الساحة الشيعية التي تشظت بداية الانتفاضة بعد شمول رموز الحزب وقياداته ايضا بتهم الفساد، وبعد ان تصدعت علاقة الحزب بالتيار الوطني الحر. وأعاد تثبيت معادلة "الأمر لي" حيث لن يكون سهلا بعد اليوم فرض قانون قيصر في لبنان وعلى اللبنانيين الاستعداد للمرحلة الجديدة والذهاب الى الخيار المشرقي الذي طرحه أمينه العام السيد حسن نصرالله.
الأمر الأبرز يتمثل بانتقال حزب الله من مرحلة "المغضوب" على سلاحه الى مرحلة المطلوب تحييد سلاحه عن التحركات المقبلة، وحزب الله صار بعد عرض الخندق الغميق والشياح أكثر تحكما بمفاصل اللعبة بعد شيطنة الحراك ودس نزع سلاحه ببن شعارات الثورة بعد ان اوحى للجميع انه الفريق المعتدى عليه، ووفق تقاطع المعلومات فان فريق حارة حريك هو أكثر الرابحين من الثورة بنسختها الجديدة فيما الثورة الأولى كما الثانية أكثر الخاسرين .