hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

حزب الله "يُصَهرِج" لبنان: حان وقت قطاف الدولة

الجمعة ١٧ أيلول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في طريقها الى لبنان، كانت صهاريج المحروقات المنطلقة من ميناء بانياس، تسير على الخريطة التي رسمها حزب الله ووضع لها، بالتعاون مع الألوية الايرانية في سورية، نقاطاً ثابتة على طول الحدود من الساحل السوري الى القصير ومنها نحو لبنان. التحضيرات اللوجستية لهذا اليوم الطويل ولما سيتبعه من أيام محملة بـ "خيرات إيران"، استغرقت حوالى الشهر بالتنسيق والتعاون مع القيادات العسكرية والامنية التي تسيطر على الارض هناك لإرساء معادلة "طريق الصهاريج" بشكل دائم، وهو نتاج عمل كبير بدأه الحزب منذ سنوات لتكريسه معبراً لكثير من المنتجات التي قد يستوردها من ايران والعراق.

اليوم حان وقت قطاف سنوات من القتال في سورية وتثبيت المعابر الشرعية للحزب ومن دون أي خجل أو مواربة أو تبرير للاطراف الداخلية، فالمسألة "منتهية" بالنسبة لقيادة الحزب: "طهرنا الجرود من الإرهابيين، أنقذنا لبنان، والآن جاء دورنا". بهذه الكلمات حسم الحزب قراره واتجه شرقاً نحو ايران غير آبه بكل التغريدات التي رافقت الصهاريج و"كسر المعادلات"، فهو يعلم أن "رأسمال" أكبر حزب داخلي هو جيش الكتروني يثور بكلمات وينتهي عند أول ظهور لـ "القمصان السود"، ويدرك أن التوافق الإقليمي، الذي يسير ولو ببطء بين الولايات المتحدة وايران مع السعودية، سيثمر تمدداً سريعاً للحزب في مختلف المناطق من وادي خالد الى الناقورة.

فتح الحزب، يوم أمس، "طريق الحرير" لا "طريق الصهاريج" واكتسبت هذه الخطوة أهمية كبيرة على الساحة الداخلية التي تنتقل وبوتيرة سريعة الى المعسكر الشرقي، حيث بدأ يفرز دوله بانتظار المواجهة الكبرى المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين. لبنان، هذه الخريطة الصغيرة على امتداد الخارطة العالمية، تحكمه جغرافيته بأن يكون محور الصراع المستقبلي القادم، وحركة نزاع مستمرة في الحرب الباردة التي تجبره على الاختيار بين المحورين.

طريق الصهاريج مرَّت اليوم من البقاع، بعد أن فشلت بالمرور من جونية، وحزب الله الذي اخذ المهمة في لبنان لينقله الى الضفة الأخرى يعلم أن الامر ليس سهلاً عليه وأن كل الاحتفالات وما تخللها من "زغاريد" و"رصاص حي" احتفاء بدخول ايران "شرعاً" الى لبنان ليس كافياً لتغيير معادلات أو قلب طاولات، فالمعركة قد تتخذ في المستقبل القريب أبعاداً أخطر من تغريدات، وحين سيتخذ القرار الاقليمي أو الدولي عندها ستكون المواجهة مباشرة بين طرفين، لا سيما أن فرصة صمود الدولة بمؤسساتها الامنية والعسكرية تتراجع مقابل عراضات المواكب التي تسير خلف "جمهورية الصهريج"، ويكفي النظر الى سيارات الدفاع المدني وهي تواكب المحروقات الايرانية لنعرف مدى هشاشة الدولة بمؤسساتها وسهولة تفكيكها حين يُتخذ القرار.

دخل لبنان منعطفاً جديداً في وجهة الصراع الدولي، يعزز من خلاله حزب الله دوره ليحل مكان الدولة وبصورة شرعية "فاقعة"، ومنشآت النفط الوطنية التي اتخذت من "محطات الامانة" مركزاً دائماً لها لإدارة السوق النفطي اللبناني، هي واحدة من مؤسسات الدولة التي يجهد الحزب لتصفيتها ونقلها الى مشروعه الدائم، من "القرض الحسن" الى شركات الادوية والمستشفيات وغيرها من القطاعات المستنزفة. في المقابل لم يتحرك المحور "الخصم" الذي يدير المعركة خلف الحدود وينظر بعين الارتياب لسقوط الاطراف التي دعمها لسنوات، ويخشى من تعميم تجربة "أشرف غني" في لبنان وتهاوي منظومته تباعاً نظراً لفقدان الـ "leadership".

  • شارك الخبر