إستمع للخبر

بعد زيارة الوزير السابق يوسف سعادة موفداً من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الى باريس حيث التقى رئيس الاستخبارات الخارجية الفرنسية، برنار إيميه، ومع وصف نتائج اللقاء بالبناءة والجيدة، بدأت تتظهر ملامح الخطوات التي يسلكها فرنجية، بهدوء ومن دون تسرع، في السباق نحو قصر بعبدا..

فبعد مشاركته اللافتة (وفي الصفوف الأمامية سياسيا ومكانيا) في لقاء الأونيسكو مؤكدا على دستور الطائف، ومع عدم وجود فيتو سعودي على سليمان بك كمرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية، ولو أن السعودية تؤيد قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، أفادت أوساط سياسية واسعة الاطلاع ويمكن وصفها بالقريبة من المردة، لـ "ليبانون فايلز" أن فرنسا  لا تضمر أي فيتو على فرنجية، وكذلك هو موقف واشنطن، وبالتالي، وانطلاقا من مروحة الاتصالات التي تضطلع بها فرنسا اقليميا وكذلك دوليا ( لقاء ماكرون- بايدن قريبا)، والاتصالات على مستوى خلية الأزمة بين باريس وحارة حريك، فإن الأجواء التي بدأت تتسرب على مسار الانتخاب الرئاسي حِيال حظوظ فرنجية، تبدو حسنة، وأوضحت أن الثنائي الشيعي، مرتاح لجانب واسع من اتصالاته السياسية النيابية الداخلية، ومترقب بإيجابية لما يحيط بالاتصالات الفرنسية المتعلقة بالأوضاع في لبنان وضمنها الانتخاب الرئاسي...

ولفتت الأوساط الى أن العامل المضاد لهذه الأجواء، والمتعلق بموقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الرافض لفرنجية رئيسا، وبما صدر من مواقف شديدة عن باسيل، لفتت الى أن تأثير هذا العامل لا يتخطى حتى صفة الإزعاج لحزب الله الذي يتحرك ويعمل بدقة وثقة وروية، وذلك فقط منعا للحرج، وأن آلية هذا التحرك تتوخى عدم خدش تفاهم مارمخايل ٦ شباط.

وإذا كان الثنائي سيبقي على أوراقه البيض (مع حلفاء له) في صندوقة الانتخاب البرلماني الرئاسي، الى حين تأمين ٦٥ صوتا لسليمان بك، فإن ما تشير اليه الاوساط، هو أن الأمر يتأثر بعامل الوقت، إذ أن هذا السياق يستلزم شهرين على الأقل، في انتظار أن تتبلور الأجواء الداخلية الأكيدة، ونتائج الاتصالات الخارجية، وتتوقع أن تنجح آلية الحركة والاتصالات التي يخوض بها حزب الله وأصدقاء فرنجية، بما يؤدي الى تأمين أصوات الغالبية المطلقة، إلا إذا حصلت ظروف خارجة عن قدرة جهود ومفاصل تلك الآلية، أو ظروف داخلية ذات سلبية قصوى، وتطورات خارجية دولية صاخبة، تضغط في شكل دراماتيكي على المنطقة ولبنان ضمنها. وحددت الاوساط مطلع شباط المقبل كفترة لتثمر الأجواء الايجابية وإذا صح التعبير الآلية آنفة الذكر...