hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

حرب السفارات في بيروت: لبنان بيئة خصبة للفوضى

الجمعة ٢٦ آذار ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لطالما ارتبطت اليرزة في المصطلح الاعلامي بمؤسسة الجيش اللبناني وبمركز قيادتها، وفي التاريخ اللبناني كانت جبهة متقدمة دفاعا عن "الشرعية" في الحروب العبثية التي كانت تخاض في العاصمة بيروت وضواحيها. اليوم تضم اليرزة مقرين تحولا الى عدوين شرسين في السياسة الاقليمية ورسمت كل سفارة خارطة طريقها في العمق اللبناني فانعكست اصطفافات حزبية وسياسية كل واحدة تعمل وفق مشروعها وأجندتها.

بين السفارتين السعودية والسورية مرمى حجر جغرافي، وأغوار سياسية تعكس عمق الازمة التي كسرت جرة ال "س.س" في المعادلة الداخلية وانسحبت على التركيبة اللبنانية وانفجرت أزمات تشظت منها مختلف القطاعات واعادت لبنان سنوات الى الوراء.

مع تحرك الدبلوماسية الغربية بعد الفشل الكبير بتأليف الحكومة، رُصدت الاجتماعات بين سفراء الدول المعنية بالملف اللبناني بصورة دورية، ورغم الدور الثانوي الذي تلعبه السفارة السورية في لبنان مقارنة مع السفارتين الايرانية والروسية، الا أنها لا تزال تحتفظ بهامش كبير من المناورة عبر بعض المجموعات التابعة لها كالأحزاب والقوى الوطنية وقوى اسلامية مرتبطة مباشرة بالنظام، وهذا الامتداد أعطى السفارة هامش تحرك تحت غطاء روسي ايراني والقوى التي "تمون" عليها الدولتان، ويحرص الملحقون الامنيون والعسكريون لهذه السفارات على التنسيق المباشر والميداني على الارض وتبادل المعلومات من خلال غرفة أمنية مشتركة هدفها ضبط المعسكر الآخر ومراقبة حركته على الارض، ومن هنا يركز بعض المتابعين على السيرة الذاتية للسفير الروسي في لبنان القادم من الإدارة الدبلوماسية من خلال توليه منصب نائب مدير ادارة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الروسية، ما يعكس وفق متابعين اهتماماً بالغاً من جانب الدبلوماسية الروسية بمدى دقة الأوضاع في البلد الذي يجري فيه التعيين.

في المقابل ثمة حراك سعودي بدأ مع عودة السفير وليد البخاري الى استئناف حراكه الذي توقف قبل أشهر بناء على توجيهات بلاده حيث مكث الرجل في المملكة لأشهر. وارتدت لقاءاته ثوبا دبلوماسيا حيث عرض مع سفراء دول غربية وعربية للتطورات الداخلية وامتداداتها الاقليمية غير أن اجتماعاته المكثفة كانت مع السفيرة الاميركية والفرنسية الى جانب التنسيق الدائم مع هؤلاء في مختلف القضايا المرتبطة بالملف اللبناني والاهتمامات المشتركة لهذه الدول والمتصلة بالأزمة الحكومية المستجدة.

يؤكد مطلعون على المواقف الدبلوماسية أن حربا باردة تخوضها السفارات في لبنان وهي منقسمة الى معسكرين الاول تقوده روسيا ايران وسورية والثاني يركز فيه الاميركيون وخلفهم الاتحاد الاوروبي وفرنسا اضافة الى السعودية على كل ما يتصل بنشاط ايران وروسيا على الارض اللبنانية وارتباط هذا النشاط بالأبعاد الاقليمية ومداه السوري العراقي واليمني، مع العلم أن الفرنسي ترك هامشا أكبر لتحركاته عبر تواصله مع حارة حريك والايرانيين وحرص على ابقاء القنوات مفتوحة مع هذه الاطراف في ضوء الدور الذي تلعبه باريس بمفاوضات ايران النووية.

وسط كل هذا الحراك الغربي يبقى البريطانيون على مسافة من الجميع، يستطلع هؤلاء ويرصدون التحركات ويعولون أكثر على مساعدة الجيش اللبناني وتقديم الاجهزة العسكرية والامنية وتحديث نقاط مراقبة الحدود، ويتطلعون الى دور عملاني أمني يحيط بالحراك السياسي، وهذا الامر لطالما احترفته بريطانيا التي حافظت على مسافة واحدة مع كل اللاعبين على الارض.

وبين المحورين الرهانات الداخلية تصطف خلف السفارات، والمعركة الكبيرة تقول مصادر دبلوماسية لم تبدأ بعد وعمليات جس النبض مستمرة في ظل ما يتم تسويقه في المجالس الخاصة من سيناريوهات تقودنا الى الفوضى الشاملة ان تعثرت ورقة التفاوض مع ايران، وخير دليل على سوداوية المشهد ما عبر عنه السفير البريطاني مارتن لنغدن في اتصال "المصارحة" مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حيث وضع القادة أمام خيارين لا ثالث لهما: أما الاستمرار في الرقص على حافة الهاوية، أو تحمل المسؤولية والتحرك، وأن البديل الوحيد لذلك هو كارثة لا يستطيع أصدقاء لبنان منعها.

  • شارك الخبر