hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

جنبلاط يُهادن الضاحية وينأى بنفسه عن المحور

الجمعة ٥ آب ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في البيان الاخير الذي أصدره الحزب التقدمي الاشتراكي لتوضيح ما نشرته صحيفة الاخبار عن لقاء جمع رئيس الحزب وليد جنبلاط برئيس وحدة الارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا، أشار الى أن ما حصل هو تواصل مع صفا حيث اقترح جنبلاط عقد لقاء يحدد موعده لاحقا.
الاشتراكي الذي تكتم عن آلية التواصل وما اذا كانت عبر الهاتف أو عبر وسيط نقل دعوة جنبلاط، تقصد توضيح الخبر الذي سربته قيادة حزب الله للصحيفة منعا لأي تأويل أو تحليل لصحافيي محور الحزب يُضر بما يرسمه جنبلاط أو يتقصد ايصاله الى قيادة حارة حريك، وعليه فإن زعيم المختارة فضَّل التريث لعقد اللقاء واستبدله بتغريدات يتقاطع مضمونها مع مطالب الحزب، وتأتي في السياق التغريدة المتصلة بقضية المطران موسى الحاج حيث أشار في معرض التنبيه الى أن المعالجة الهادئة أفضل من الضجيج، وأن احترام المؤسسات في هذا الظرف الصعب فوق كل اعتبار. موقف جنبلاط قرأه الاصدقاء على أنه أقرب الى ما يطالب به حزب الله وفي السياق جاء رد النائب السابق فارس سعيد على التغريدة بأُخرى لفت فيها الى أن المطران الحاج لا يعمل لدى الاسرائيليين لتنفيذ مآرب سياسية.
ورغم تغريداته السابقة عن الحزب وأمينه العام السيد حسن نصرالله، الا أن جنبلاط يريد التطلع الى الاستحقاقات المقبلة وأبرزها انتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يعيد تجربة الرئيس ميشال عون الى القصر بالنسبة اليه، وهذا الامر مرهون بالتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية والاشارات التي قد تأتي عبر الحدود لتُحدد مواصفات الرئيس المقبل وما اذا كان رئيسا سادسا بعد اتفاق الطائف أو سيكون الاول بعد التسوية.

يتموضع رئيس الاشتراكي بحذر بين محورين: الاول لم يهضمه وسعى الى توحيده مع نواب التغيير وحزب القوات اللبنانية، الا أن هذا المحور أثبت أنه كناية عن كتل متمزقة تفتقد الى الخبرة السياسية وفي مقدمها تأتي وجوه التغيير البرلمانية الرافضة لأي تحالف وتفضل التغريد منفردة ولو كانت حركتها بلا بركة، وقد سعى جنبلاط الى جمعها والانخراط في جبهة واحدة مع حزب القوات ولكن المسعى فشل وينتظر ضغطا عابرا للحدود في حال تم التوافق على شخصية بوجه المحور الآخر.

احباط الوساطة مع المحور الاول حمل جنبلاط الى اعادة التفكير والتفتيش عن نقاط التقاء مع المحور التقليدي الثاني، يقودها حكما صديقه الدائم الرئيس نبيه بري الساعي الى وساطة مع قيادة حزب الله لاستمالة جنبلاط في حال تم التوافق على اسم سليمان فرنجية ليكون رئيسا للجمهورية.
هذا الخيار بالنسبة لجنبلاط أفضل من الخيارات المطروحة للرئاسة وعلى رأسها الخيار العسكري حيث تبتعد الكيمياء الجنبلاطية عن الكيمياء العسكرية، فقد جرب الرجل مع الرئيس اميل لحود ولم يُفلح فيما كانت النتائج كارثية مع الرئيس ميشال عون. واليوم وفي حال نجح الرئيس نبيه بري بتمرير اسم سليمان فرنجية وتسويقه مع الكتل التي ترجح كفة الاصوات فلا مانع لدى جنبلاط بانتخاب فرنجية الخارج في الاساس من البيوت السياسية التقليدية التي تشبه حالة زعيم المختارة.
كل ذلك يتوقف بالنسبة لجنبلاط عند الاشارات التي يرصدها، فأي تبديل في موجاتها قد يوجه "أنتنات" المختارة الى المكان الآخر، هناك حيث تتقاطع المصالح الاميركية الايرانية والسعودية لاختيار الشخصية الملائمة لادارة المرحلة في البلاد، وقد يكون اسم المرشح للرئاسة مفاجئا وخارج نادي المرشحين المطروحين، أما في حال طال أمد الفراغ وخرجنا بعد 31 تشرين الاول من دون تسمية رئيس للبلاد فإن الامور ستصبح أكثر تعقيدا وتحتاج الى تسوية دولية ترفع أسهم "العسكر" على الاسهم "المدنية" ويكون جنبلاط والحزب والاطراف كافة مرغمين على القبول بهذه التسوية والانخراط فيها.

  • شارك الخبر