hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - نهاد طوباليان

جنبلاط بين كنيسَتي الإنتقال قبل 27 عاماً والتلة بالأمس

الإثنين ٢٥ آذار ٢٠١٩ - 06:05

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما سمعه لبنان أمس الأول من الزعيم وليد جنبلاط في قداس "التوبة والغفران" الذي أقيم في كنيسة سيدة التلة في دير القمر عن ذلك اليوم الأسود في 16 آذار 1977، والذي اغتيل فيه الزعيم كمال جنبلاط وأدى إلى مذبحة أودت بحياة عدد من المسيحيين في معاصر الشوف ومزرعة الشوف وبطمة والباروك، لم يكن الأول له .
فرئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الذي وقف بالأمس وسط الكنيسة وأمام حضور سياسي وروحي وحزبي وأهالي الشهداء، وروى ما بقي في ذاكرته بعد 42 عاماً عن ذلك اليوم المشؤوم، كان قد سبق ورواه لأهالي تلك القرى الشوفية قبل ٢٧ عاماً ومن داخل كنيسة.
فذات عصر يوم تشريني من العام 1992، دخل وليد جنبلاط يرافقه الوزير غازي العريضي، وكان يومها لا يزال مديراً لإذاعة "صوت الجبل"، كنيسة سيدة الانتقال في اتشناك - الأشرفية.
دخل الكنيسة متهيّباً لحظة لقائه أهالي شهداء مجزرة مزرعة الشوف ومعاصر بيت الدين وبطمة، الذين حملوا معهم كل جرحهم ودموعهم، وتوزّعوا بثياب الحداد على المقاعد، وعلى وجوههم وفي عيونهم أسئلة عجزت يومها ألسنتهم عن طرحها على من تجرأ وطلب اللقاء بهم .
وفي لحظة، أقل ما يقال فيها إنها لحظة الحقيقة، وقف وليد جنبلاط أمامهم، وخلفه المذبح، وروى لهم تفاصيل ذلك اليوم الأسود، وكيف ترك جثة والده مضرجة بالدماء، وسارع لوقف نزيف الدم والإجرام الذي يسيل في القرى المسيحية، بعدما سبقه إليها منفذوها .
في ذلك المساء، فتح باب الحقيقة على اغتيال والده وما استتبعها من مجازر بحقّ المسيحيين، غامزاً في كلامه عن الجهة المنفذة الرافعة حواجزها عند مداخل تلك البلدات، ولينهي كلامه بالقول "أعرف من قتل والدي، وهو نفسه الذي ارتكب المجازر، وسيأتي اليوم الذي ستنجلي فيه الحقيقة".
في ذلك اللقاء، ارتسمت علامات حزن على وجوه الأهالي المجروحين كما على وجه وليد جنبلاط الذي قال لهم "نتقاسم الحزن والجرح نفسه الذي أنزله بنا من أقدم على تلك المجازر، وجئتكم لنتحدّث عن جرحنا المشترك، لأن كلانا فقد غالياً".
يومها، اختار البيك هذه الكنيسة ليفتح قلبه أمام ذوي الشهداء، حيث كان لي الحظ في تأريخ تلك اللحظة لصحيفة "الأنوار"، وسماع شهادته الصادقة وتأكيده أن الشوف لا ينبض إلا بجناحيه المسيحي والدرزي.
وغادر وليد جنبلاط الكنيسة في ذلك المساء بعدما تمنّى فتح صفحة جديدة في الجبل، ليكمل مسار المصالحة فيه بعدما كان سباقاً في رفع الحواجز بين القرى المسيحية والدرزية منتصف تشرين الثاني 1991، عبر جولة ميدانية اختار انطلاقتها من الكحالة مروراً بعالية وقراها المهجّرة والمدمّرة وصولاً إلى الشويفات، إذ رافقت كل محطاتها، وشهدت على إصراره على المصالحة .
جولة، بعد أحداث 13 تشرين الثاني، رفعت الحواجز والسواتر الترابية عن طرقات الجبل بدءا من تقاطع ضهر الوحش، طريق بيروت الدولية، وصولاً إلى ازالة تلك الحواجز من النفوس عبر اتمامه المصالحة التاريخية مع بطريرك لبنان الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير فترسيخه تلك المصالحة مع وزير المهجرين غسان عطالله ابن بطمة جارة المختارة في قداس توبة وغفران تحية لأرواح شهداء من لبنان.
 

  • شارك الخبر