hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

جعجع المحايد: سقط التكتيك.. حان وقت الاستراتيجيا!

الثلاثاء ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 23:52

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من بعيد يراقب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويُدون ملاحظاته على الأداء الرئاسي والحكومي.. المعارضة من بعيد مريحة، جربها حزب القوات كما التيار الوطني الحر في عهد الوصاية السورية وراكم الطرفان شعبيتهما على أخطاء الطبقة السياسية التي كانت تسيطر على تلك المرحلة والتي تحالف معها لاحقاً حزب القوات "تيار المستقبل" أو التيار الوطني الحر "حزب الله وقوى 8 آذار".

الا أن معراب اليوم ورغم ابتعادها عن المشهد السياسي تبدو مرتاحة ومتصارحة مع قاعدتها الشعبية، حتى أن القواعد الشعبية في تيار المستقبل مقتنعة بشكل كبير مع خطاب جعجع وتصويبه على مكامن الخطأ في الدولة وتحديدا مسألة سلاح حزب الله، حيث يخرج "الحكيم" في مؤتمرات صحافية يرفع فيها سقف التحديات، وان وضعها التيار الوطني الحر في اطار "التنظير السياسي".

ولكن رئيس القوات نجح في تغيير مسار اللعبة السياسية وتحويلها الى مكان آخر سعيا لتبرئة نفسه من المشاركة في التسوية الرئاسية، والتي كشفت تسريبات معراب عن اتفاق واضح لا لبس فيه بين القوات والتيار على تقاسم جبنة التعيينات وابعاد الأطراف المسيحية الأخرى عنها، ولكن جعجع وقع في الفخ فاتهم رئيس التيار جبران باسيل بالتنصل من كل الوعود التي أبرمت.

 

اليوم يقف جعجع شاهرا سيفه بوجه قانون الرئيس نبيه بري الانتخابي رغم أن المودة لرئيس المجلس لم يخفها يوما جعجع وأصر على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بين عين التينة ومعراب ان مع النائب السابق أنطوان زهرا أو الوزير السابق ملحم رياشي، ولكننا اليوم أمام معادلة جديدة حولت بري الى هدف مشروع أمام القوات في سياق التصويب على قانونه الانتخابي الذي يُعيدنا بحسب أحد نواب التيار الوطني الحر الى زمن "المحادل" أيام النظام السوري والتي كان بري عرابها الأساسي.

قرر جعجع الذهاب بمحاربة هذا القانون حتى النهاية، وأوعز الى تكتل الجمهورية القوية بالمشاركة في الجلسة والعمل على اسقاط هذا القانون وان لزم الامر وضع اليد مع التيار الوطني الحر والقوى السياسية الأخرى التي تجد فيه مقبرة لمشاريعها السياسية وتكريس لقوة الطائفة على الطوائف.

وصفُ القانون بالمؤامرة من قبل جعجع، عزز أكثر فرضية اسقاطه بأي عمل يمكن أن يتيحه القانون وربما الشارع اذا لزم الامر، فالرجل المحايد اليوم لن يكون كذلك غدا، والقرار بالنزول الى الشارع اتخذ لمواجهة المنظومة. جعجع الذي استعاد "روح مقاومة ال 75"، لن يترك البلاد على ما هي عليه، ولسان حال القوات كذلك، فقبل أيام خرج رجل الاعمال المحسوب على الحزب "إبراهيم صقر" ليقول ان في القوات خمسين ألف مسلح اذا لزم الامر، وهو تعبير استخدمه الرجل لتبسيط الروح الموجودة اليوم في هذه البيئة والتي رأينا جزءا منها في عين الرمانة قبل أشهر حين عملت القوى المحلية بتطويق ذيول ما حصل يومها مع أهالي الشياح، وبالتالي فان ما يقصده جعجع اليوم لا يمكن أن تختصره مجموعة مسلحة بقدر ما تعيشه قواعد حزبية وشعبية باتت أقرب الى كلام الرجل.

ومن يقرأ جيدا يدرك أنه لا يمكن فصل معراب عن المنطقة والتطورات التي يشهدها المحور الذي يدور فيه مقر القوات اللبنانية، هذا المحور الذي اتخذ قرار المواجهة بعد حياد دام سنوات، ويريد أن يستعيد زمام المبادرة بعد تعرض أمنه للخطر وقصفت منشآته من قبل الحوثيين ووقفت ايران على باب المندب ومضيق هرمز تبحث عن بواخر لاصطيادها. كل ذلك لن يبقي لبنان بمنأى عن أي عاصفة قد تهب في الإقليم، ولكل فريق داخلي حساباته مع محوره والقوات واحد من هذه الأحزاب وأي تطور أمني وعسكري داخلي سيخلط الحسابات بين القوى التي تتحكم بمفاصل الدولة، وهنا لن يبقى جعجع محايداً يترقب سيضع الرجل التكتيك جانبا ويغوص اكثر في الاستراتيجية التي يفضلها عند كل استحقاق يمر على لبنان.

  • شارك الخبر