hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

ثغرات في التلقيح... كيف ستتعامل الدولة معها؟

الجمعة ٢٢ كانون الثاني ٢٠٢١ - 00:02

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في المبدأ، دخل لبنان نادي الدول التي ستعمد الى "تلقيح" مواطنيها لمواجهة فيروس كورونا، وفق البروتوكول الذي تحدثت عنه الدولة من خلال لجنة الصحة النيابية، والمتعلق بالعقد مع شركة فايزر حيث سلك الطريق القانوني كما المالي، بعد ان دفع مصرف لبنان المبلغ المتوجب على الدولة اللبنانية للإستحصال عليه. ولكن ورغم كل ذلك يبقى الشق العملي المرتبط بكيفية تلقي اللقاح والطاقم الذي سيشرف على توزيعه وحقن المرضى والاولويات الصحية الاخرى.

كما بات معلوماً فإن الجسم الطبي والتمريضي كما كبار السن، هم الفئات التي ستُلقّح في المرحلة الاولى، ووفق ما شرح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي فإن البداية ستكون ب 250 الف لقاح من "فايزر" في الربع الاول من العام الحالي لغاية شهر اذار، على ان يتبعها في الربع الثاني أي لغاية حزيران 350 الفاً، وفي الربع الثالث 800 الف، والرابع اي من اخر السنة 600 الف، على أن يكون المجموع من شركة "فايزر" مليونان و 100 الف لقاح".

وبانتظار وصول اللقاحات الاخرى من شركات ك "استرازينيكا" وغيرها، سنكون أمام ورشة موسعة لتلقي هذا اللقاح في المناطق. ولكن كيف ومن سيعطي هذه الجرعة وهل وضعت الدولة اللبنانية آلية خاصة لاسيما للقاح فايزر، الذي يأتي داخل برادات خاصة تحافظ على نسبة برودة سبعين تحت الصفر؟

تُحذّر مصادر طبية من عدم جهوزية الطواقم الاستشفائية والطبية للتعامل مع اللقاح الجديد. فعلى المستوى اللوجستي يجب المحافظة عليها من خلال تأمين الكهرباء بشكل مستمر للبرادات الخاصة بها، ووضع جداول بالأماكن التي سيُوزّع عليها اللقاح وما اذا كانت جاهزة لإستقباله، لاسيما وأن التجربة "الصحية" لا تُبشر بالخير في ظل الصدام المباشر وغير المباشر داخل اللجان المختصة بمكافحة كورونا، والتضارب في الآراء حول النقاط الواجب اتباعها في هذا الشأن.

والتجربة مع هذا اللقاح تُعتبر جديدة على الطاقم الطبي اللبناني المنهك في الاساس، وعلى السلطات الصحية المعنية درس الامكانات لكل مستشفى برغم أنها حددت 35 مركزاً للتلقيح معظمها المستشفيات الحكومية في المناطق وبعض المستشفيات الخاصة في بيروت، ولكن هذا الامر يبدو كخطوة في المجهول، إذ أن بعض المستشفيات الحكومية تُفضل استقبال اللقاح في المرحلة الثانية لأسباب عدة مرتبطة بالتفاصيل التي لم تطّلع عليها حتى اليوم، ومنها ما يتعلق بآلية تسجيل المرضى الواجب تلقيحهم، وكيفية متابعتهم وفق أي برنامج، وما اذا كانت شركة فايزر قد وضعت مع اللقاح تطبيقات خاصة لمتابعة المريض الذي تلقى الجرعة الاولى ليأخذ بعد مدة الجرعة الثانية، إضافة الى اسئلة عن التعاون البلدي مع وزارة الصحة لاسيما لكبار السن، إذ من المفروض ان يتم تسليم الدوائر التابعة لوزارة الصحة في كل منطقة أسماء كبار السن في البلدة لضبط الامور ومنع التلاعب بالتوزيع. وهذا الامر الى الآن لم يحصل وتم حصره بمنصة خاصة يُعمل عليها، كما أن المستشفى الحكومي غير مجهز في بعض المناطق بالطاقم التمريضي لتلقيح الاعداد الكبيرة.

وثمة شكاوى من نوع آخر أيضاً تتعلق بالنفايات الطبية الناتجة عن اللقاحات، فهذا العدد الكبير سينتج عنه آلاف الحقنات ولوازمها، فهل ستكون كغيرها من الحقنات أم يلزمها أماكن محددة لصرفها كنفايات طبية؟

المخاوف تكمن بالتفاصيل التي تعمل عليها اليوم اللجنة الطبية لمكافحة فيروس كورونا، لاسيما لناحية الحديث في العموميات عن تفاصيل إجراء اللقاح. فعضو اللجنة الدكتور عبد الرحمن البزري الذي أوضح أن هناك تطبيقاً خاصا للفئات التي سيتم تلقيحها، أشار الى أن هذا التطبيق بقدر ما هو سهل بقدر ما هو أيضا معقد. وعلى الطريقة اللبنانية فإن إدخال المعلومات الخاصة بالمريض الذي يشمله التلقيح يمكن أن تكون شبيهة بالمعلومات التي أدخلها اللبناني على منصة الخروج في فترة الاقفال والتي شابها الكثير من المغالطات، وعليه فإن ضمان تقييد المرضى من خلال التطبيق غير آمن وهنا يمكن أن يحدث الكثير من الخروقات.

كذلك فإن الحديث عن شاحنات خاصة بالتبريد والتي ستقل اللقاحات الى المناطق تنتظر التجهيز، وقد يتم التعاقد مع برادات خاصة تابعة لشركات على أن يتم تعقيمها ووضعها في الخدمة بعد استيفائها للقوانين الصحية الواجبة لنقل اللقاح.

كل ذلك يُضاف الى عنصر تجهيز الغرف والطاقم الطبي في المراكز الاستشفائية التي سيجري فيها التلقيح، وهي معركة كبيرة لأن الوقت داهم وعلى الدولة البدء بورشات تدريب لهذا الطاقم لمعرفة البروتوكول الخاص للتلقيح الجديد الداخل الى عالم الطب.

اذاً لبنان يخوض معركة جديدة مع فيروس كورونا وهي معركة نجاح التلقيح وإيصاله بشكل سليم الى كل الفئات التي تحدثت عنها الدولة، وتكمن المخاوف في هذا الاطار من التحايل على التطبيقات لتمرير بعض المحسوبين على القوى السياسية وهم من خارج الفئات المحددة لأخذ التلقيح في المرحلة الاولى.

  • شارك الخبر