hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

تقارير غربية مقلقة... سيناريو الدم يتقدم

الجمعة ١١ حزيران ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


يستغرب المراقبون هذا الصمت المدوي للشعب اللبناني عن "المهزلة" التي يعيشونها في ظل غياب كل مقومات الحياة في البلاد وانهيار المنظومة الصحية التربوية المالية وكل ما يتصل بها من خدمات. الشعب الذي سلَّم أمره وينتظر دوره أمام محطات البنزين التي وصلت الطوابير أمامها في اليومين الماضين الى مسافة 3 كيلومتر وأكثر، وارتضى مهمة البحث عن علبة حليب ولم يأبه بأي بيان صادر عن المستشفيات والمختبرات تعلن فيه توقفها عن استقبال المرضى الى حين ايجاد حل للأزمة.

رغم كل هذا التدهور، حافظ اللبناني على صمته نتيجة الاحباط الذي مُني به في ثورة 17 تشرين، والتي كانت في معظمها حزبية تحت عباءة مطالب المواطن الجائع، ومن كان فعلاً "ثورة" لم يقدم للرأي العام المحايد مشروعاً جدياً يمكن البناء عليه، بل كان عبارة عن وجه آخر لعملة السلطة هدفه ازاحة الطبقة السياسية ليجلس مكانها، وما نشهده اليوم من قطع طرقات شبه يومي وعلى مدى ساعات قليلة خير دليل على احباط المواطن المحايد من جهة، وتحكم الاحزاب بالشارع من جهة ثانية، فالقوات اللبنانية عندما اتخذت قرارها بالنزول الى الشارع في 17 تشرين تمكنت من اقفال كل الطرقات في مناطقها "جل الديب الزوق جبيل..."، وعندما قررت الانسحاب أفرغت الشارع، وعليه يمكن تعميم سيناريو القوات على الاحزاب الاخرى كالاشتراكي والمستقبل وغيرهم.

اليوم بات الخوف مزدوجاً، اذ تشير تقارير غربية أعدتها منظمات غير حكومية الى أن الازمة قد تدفع بالمشهد اللبناني الى الانحدار نحو السيناريو الدموي، لا سيما وأن الاشكالات في المناطق ترتفع وتيرتها، وأي تصريح سياسي يمكن أن يغلق منطقة بأكملها، كما حصل بين الشياح وعين الرمانة قبل ايام بعد تصريحات نارية أطلقها نواب في التيار الوطني الحر بحق الرئيس نبيه بري، اضافة الى أن المشهد العام يسجل بشكل يومي موجات من السرقة في المناطق، هذا بالاضافة الى التوترات على خلفية تعبئة البنزين والاشكالات التي تحصل لأسباب تافهة بالمعنى الامني للكلمة، اذ يسجل بشكل يومي اطلاق نار وقذائف داخل الاحياء نتيجة خلافات عائلية.

التقارير الغربية، تحذر من الانفجار الاجتماعي مع اكتمال عوامله، حيث بدأت المستشفيات تتحصن بالسياج الحديدي وبلوكات الباطون تحسباً لأي هجوم من قبل المرضى بعد قرارها الاقفال التام على خلفية النقص في المعدات واللوازم الطبية، كما أن اصحاب المولدات في عدد كبير من المناطق اعتمدوا التقنين القاسي، فيما لجأ البعض الآخر الى الخيار الاصعب عبر اطفاء المولد، الى جانب قرار الصيدليات الاقفال التام بعد نفاذ كمية الدواء.

وفي حين تتحدث التقارير عن وجود السلاح وبكميات كبيرة لدى بعض الجهات، ثمة مخاوف من إطلاق شرارة المواجهة في وقت قريب، فيما المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية تعاني من استنزاف كبير في قدراتها اللوجستية والجندي الذي يواجه صعوبات للالتحاق بمركز خدمته نتيجة تردي الاوضاع وفقدان البنزين، ومُعَرَّض أيضا لضغوط حياتية قد تذهب به الى اماكن بعيدة تحمل الكثير من التداعيات على مستوى المؤسسة.

من هنا، جاء تحرك قائد الجيش في أكثر من اتجاه للحفاظ على وحدة هذه المؤسسة وعدم تعريضها لأي اهتزاز في زمن قد نشهد فيه تقلبات واسعة. وهدف الدول الغربية والعربية اليوم الحفاظ على المؤسسة العسكرية عبر رفدها بالمساعدات المتنوعة لأنها ستلعب دوراً مهما في المستقبل القريب أبعد من فتح طريق وفض اشكال، وثمة من يراهن على تفكيك هذه المؤسسة مغتنماً فرصة ما يحصل في البلاد.

أيام سوداء بانتظارنا لأن هناك من اتخذ قرار المواجهة على المستوى الاقليمي والدولي، وأي حل لمعضلات تكوين السلطة يعيدنا من جديد الى ما قبل الطائف وويلات الحرب الاهلية.

  • شارك الخبر