hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

تفاؤل لبناني بغطاء دولي... ملف الترسيم أنجز بالكامل

الجمعة ٧ تشرين الأول ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


تؤكد مصادر مطلعة على مسار مفاوضات ترسيم الحدود، لـ "ليبانون فايلز" أن ما نسمعه عبر الاعلام لا يتطابق مع نتائج حركة المبعوث الاميركي آموس هوكستين، بل ان الاسرائيلي بادر الى تقديم بعض التنازلات كما لبنان للوصول الى اتفاق يفيد الجميع لا انتكاسة تدفعنا الى حرب اقليمية مفتوحة.
وتشير المصادر الى أن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة وقطر اساسي ووضع ملف الترسيم على سكة الحل منذ أشهر، ولكن ما كان متوقفا هو تمسك الاسرائيلي ببعض النقاط التي لم يتمكن من الحصول عليها بفعل التهديدات العسكرية لحزب الله، موضحة أن بعض القيادات اللبنانية على اطلاع بهذا الاتفاق وقد أوفدت من قبل بعض الوسطاء الى باريس الدوحة وواشنطن لتحسين البنود المتعلقة بهذا الملف.
وتكشف المصادر عن تنازل لبنان منذ أشهر على الخط 29 رغم أن الدولة كانت متمسكة به عبر الاعلام، وجاء هذا التنازل من خلال نصيحة هوكستين لأحد المسؤولين اللبنانيين حيث أوضح له أن التمسك بهذا الخط يعني لا نفط لبنانيا وأن اسرائيل قد تلجأ الى القوة للاستخراج من كاريش ولكن أي خطوة عسكرية قد تكلف لبنان ثمنا باهظا وتؤخر اسرائيل في استخراج الغاز وبيعه لاوروبا والذي من المتوقع أن يكون مطلع سنة 2023 بعد ان وقعت اسرائيل العقود مع بعض الدول الاوروبية وعلى رأسهم المانيا وفرنسا حيث شركة توتال تدفع باتجاه الاستخراج في كاريش وبدء التنقيب في المقلب اللبناني.
الحسابات الداخلية الاسرائيلية بحسب المصادر هي من تؤخر عملية التوقيع، حيث يُبدي بعض المحللين خشيتهم من أن يدفع رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد ثمن هذا التوقيع من قبل معسكر نتنياهو الذي يريد أن يكون اتفاق الغاز من حصة حكومته لاسيما وأن معسكره يتراجع لصالح الطرف الآخر الذي يستثمر بأكثر من ملف دولي.
ولا شك بأن لقطر دورا محوريا سيظهر تباعا مع تقدم مسار التنقيب عن الغاز في الحقول اللبنانية المحتملة، وقد تكون وسيطا في المرحلة المقبلة مع اسرائيل لاسيما في الامور التنفيذية لملف التنقيب في حال كان هناك صندوق مشترك بين الدولتين وقد طرحت قطر على الجانبين نفسها كدولة وسيطة تُمسك بيدها الصندوق المشترك بالتنسيق مع شركة التنقيب.
حزب الله بدوره يخشى الذهاب نحو الخيار العسكري ويفضل "لغة التهديد" على التنفيذ. فالتصعيد الكلامي برأيه لجم الخصم ومكَّن لبنان من الاستفادة بشكل كبير من هذا المسار وفرض على اسرائيل تعديلات على مقترحاتها بعد أن كانت معظم الدول العربية "مُطبعة" مع تل أبيب. الحزب أيضا يريد الغاز على المدى المتوسط فالظروف الاقليمية والدولية قد لا تكون لصالح ايران التي قد تلتحق بالانظمة التي سقطت من تونس الى مصر وليبيا وصولا الى سورية التي تشرذمت، وبالتالي فإن التعاون بين شيعة لبنان وبلاد فارس قد يكون لمدة زمنية وان طالت ولكنها غير ثابتة، وبالتالي فان من مصلحة الحزب تأمين تمويله الداخلي في حال سقط التمويل الخارجي بظروف دولية معينة، وبالتالي فان دخول لبنان نادي الدول النفطية وتفعيل دور الحزب داخل الدولة ومؤسساتها الدستورية هي خطوات قد ترفع من اسهم مشروعه البعيد داخل الدولة اللبنانية القادرة على الانتاج في السنوات العشر المقبلة.
في المقابل، ثمة خشية داخلية من هذا التفاؤل المفرط لدى لبنان فإسرائيل استفادت من حقولها لاسيما في هذا التوقيت حيث العرض لا زال دون مستوى الطلب، وفي توقيت الحرب الاوكرانية الروسية وقرارات أوبك التي جاءت لصالح روسيا ستستفيد اسرائيل من بيع الغاز الى اوروبا وستجني ارباحا مضاعفة، في حين يصل لبنان في هذا الاتفاق متأخرا ولن يستطيع بيع غازه بعد ست سنوات لاسباب كثيرة بعضها يتعلق بالاستغناء عن الغاز لصالح الطاقة البديلة اضافة الى أن التطورات بعض عشر سنوات قد تجعل من الطلب أقل بكثير من العرض.

  • شارك الخبر