hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

تحالف "سني - شيعي" على أنقاض "المارونية السياسية"

الأربعاء ٨ أيلول ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اكتسبت زيارة وفد حزب الله الى عكار للتعزية بشهداء انفجار التليل أهمية كبيرة على المستوى الداخلي، وإن حاول بعض المتضررين توظيفها في إطار الـ "صفعة" لتيار المستقبل، الذي ترك ناسه للحزب وشرع أبواب "عكار" لمشروع إيران من بوابة بعض رؤساء البلديات المحسوبين على العهد أو الذين يدورون في فلك قوى 8 آذار وهم من البيئة السنية.
ولكن أن يعطي الحزب لضحايا الدوسة والكواشرة وغيرها من البلدات العكارية مبالغ مالية وأن يعدهم بتمرير المازوت والبنزين الايراني الى بلداتهم عبر بوابة الهرمل، فهذا الامر ليس بصدفة أو من باب محاصرة المستقبل في عقر داره، بل هو مؤشر الى جدية حزب الله وتيار المستقبل لخوض مشروع لبناني جديد يكون ثمرة تحالف طويل الأمد على مستوى المنطقة، أسس له مؤتمر بغداد الذي جوهره المصالحة الايرانية السعودية.
يسعى الحزب الى استيعاب الرئيس سعد الحريري، يخشى بأن يؤدي سقوطه الى "تفريخ" مشاريع جديدة تضرب الساحة السنية وتنقلها الى مكان خطير يصطدم مع بيئة الحزب، الذي عمد طيلة السنوات الماضية الى "تغنيج" رئيس تيار المستقبل وتعطيل البلاد كرمى لإعادته رئيساً للحكومة، وبقي مثابراً عبر الرئيس نبيه بري حتى الرمق الاخير حين خرج الحريري معلناً انسحابه من التكليف بعد سقوط المفاوضات مع الرئيس ميشال عون.
انحرفت ادبيات المستقبل من حزب الله الى التيار الوطني الحر والعهد، بات التصويب على رئيس الجمهورية وخلفه النائب جبران باسيل أولوية ولم يعد سلاح الحزب "فتنويا"، كما درج في السابق لدى العديد من قيادات المستقبل، وكل مصائب البلاد بحسب تصريحات نواب الكتلة الزرقاء مردها الى سياسات العهد التي أوصلتنا الى هنا، وتمدد الخطاب المستقبلي لينسحب على القوات اللبنانية، وبادرت منصة التيار الازرق الالكترونية الى شن هجوم على الثنائي "عون - جعجع" عبر إعادة التذكير بمحطات تاريخية قادها الرجلان في حروب الإلغاء بينهما وأوصلتنا الى "الانتحار"، وانبرت المنصة الى مهاجمة العهد بصورة فاضحة تاركة المساحة واسعة لمقالات تخص "فشل الرئيس" وتياره السياسي، فيما غابت المقالات المنتقدة للحزب أو تكاد تنوجد بصورة نادرة كـ "رشة سكر".
وتؤكد مصادر في المستقبل أن الرئيس سعد الحريري دعا القيّمين على الاعلام الازرق والنواب الى التخفيف من حدّة هجومهم على حزب الله، والتركيز أكثر على التيار الوطني الحر، الذي يُعتبر العدو الاول "للحريرية السياسية" ويسعى رئيسه جبران باسيل بحسب الحريري الى تفكيك التيار من الداخل وتعويم شخصيات "سنية" من قلب البيت لاستفزاز الحريري.
استوعب حزب الله رئيس المستقبل، اراد أن يستميله عبر دعمه خلف الستارة في رئاسة الحكومة، ففُتحت قنوات التواصل بين بيت الوسط والضاحية، التي جهدت لتسويق الحريري والتمسك به حكومياً، لكن الفيتو السعودي على الرجل كان أقوى فغيَّبه عن الساحة. ووفق سيناريو الحزب فإن الحريري القوي على الساحة السنية قادر على الامساك باللعبة، وبالتالي تعزز الشراكة السنية الشيعية دوره المستقبلي ليصبح بالنسبة للسعوديين أمراً واقعاً لا بد منه، وخط تواصل مع إيران في حال تم التشابك الاقليمي بين البلدين.
ووسط هذه التطورات، يبرز تراجع الدور المسيحي في الداخل، مع عودة التيار والقوات الى حروبهما المستمرة منذ عقود التي تخف حيناً وتشتد احياناً كثيرة وفق مصالحهما، ولا يمر يوم من دون تصريح ناري من نائب الجمهورية القوية ضد التيار الوطني الحر أو من نائب لبنان القوي ضد حزب القوات. ووسط انشغال الطرف المسيحي بهذه الفوضى غير البناءة تزدحم الصفوف أمام السفارات التي امتلأت بعائلات تلك الاحزاب الباحثة عن وطن بديل لا تجد فيه الحروب العبثية التي كلفتها أثماناً باهظة في ثمانينات القرن الماضي.
التقارب السني الشيعي في المنطقة وانعكاسه قريباً على الساحة الداخلية سيقابله تشتت في الشارع المسيحي، حيث تفعل "الكرسي" فعلها في عقول زعماء هذا الشارع وتهدم مستقبل أجيال قرّر أباؤها وأجدادها الاستشهاد دفاعاً عن الارض والعيش فيها لا وهبها الى مشاريع اقليمية مشبوهة.

علاء الخوري

  • شارك الخبر