hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

بين العهد وميقاتي: تأليف افتراضي وتعطيل واقعي

الإثنين ٦ أيلول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما اختار "التوافق" الخارجي والداخلي تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، كان هذا الخط يعرف أن الشخصية التي ستفاوض الرئيس ميشال عون في تفاصيل التأليف ليست سهلة وتتمتع بحنكة ودهاء يفيض عن الثلث الضامن، وفي جعبته تواريخ وأحداث شاهدة على هذا الكم من النفس الطويل الذي ينقله من ضفة الى ضفة تحت "ماء الحرتقات اللبنانية".

ليس سهلاً مفاوضة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الرجل يختلف عن سلفه رئيس تيار المستقبل، اذ يُحدثك من يعرف الرئيس سعد الحريري عن شخصنة لدى الرجل تفوق "خصلة" الأخذ بالنصيحة، فهذه الاخيرة غير واردة في قاموسه ويفضل ان "يحرد" على السير بمشورة أي شخص قريب، لا سيما في الامور التي يأخذها بالمنحى الشخصي، والمثال حاضر أمامنا عند مفاوضات التأليف مع الرئيس ميشال عون وخلفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يتفق معه في بعض "الخِصال"، حيث أصر على مقاطعة باسيل لأسباب شخصية يعلمها الجميع أكثر مما هي سياسية، والدليل أن من اختاره الحريري مع رؤساء الحكومات السابقين "الرئيس ميقاتي"، حضر على طاولة باسيل قبل التكليف وتشاور معه في كل الامور المتعلقة بالحكومة وبموافقة من الحريري.

رئيس تيار العزم الذي نشط في طرابلس وما يزال، يتبع سياسة الـ "low profile" في بعض الأمور، لا سيما تلك التي تتصل بطرابلس ومحاورها، يُفضل الرجل اتخاذ صفة "المساعد" لأهالي مدينته من بعيد خلف مؤسسة "العزم"، ويرفض ادخاله في "لعبة المحاور" داخل مدينته. وعلى هذه القاعدة يعمل ميقاتي اليوم في مفاوضاته الحكومية مع رئيس الجمهورية، حيث تَعَلَّم الكثير من تجربتي أديب والحريري فاستبق العهد وخلفه الوزير جبران

باسيل، معتمداً مبدأ بث الايجابية والابتسامة لدى خروجه من لقاءاته برئيس الجمهورية، رغم كل العثرات التي ظهرت وتعثرت معها التشكيلة الحكومية. فعندما خرج مستشاره الاعلامي عبر تغريدة على تويتر داعياً إياه الى قول كلمته قبل أن يمشي، لم ترق لميقاتي التغريدة فبادر الى "معاتبة" مستشاره طالباً عدم بث الاجواء السلبية من داخل بيته السياسي فيستغلها الطرف الآخر للومه أو وضع كرة التعطيل في مرماه، وهذا الامر كان يعتمده العهد مع الرئيس سعد الحريري الذي كان يبادر الى بث الاجواء السلبية ظناً منه أنه يربك العهد ويلقي كرة التعطيل في مرمى النائب جبران باسيل، الا أن الاخير كان يتلقفها ويدفعها باتجاه الحريري متهماً اياه بالمماطلة واستباق التفاهم عبر بث اجواء سلبية تعكس عدم رغبة "الحريري" بالتأليف.

ميقاتي اليوم يعتمد النفس الطويل مع الرئيس ميشال عون، يمشي بين الألغام ويتقصى جيداً المعلومات في أي اطلالة اعلامية، واستدرج العهد الى اعلان بيان يهاجم فيه الرئيس المكلف من دون أن يسميه، قبل أن تعود "أجواء القصر" وتوضح أن المقصود ليس ميقاتي بل أطرافاً أُخرى وتحديداً الحريري، وأن ميقاتي يسعى جاهداً الى تأليف الحكومة على عكس ما يُقال.

وهكذا يمضي التأليف بأجواء ايجابية في الظاهر وسلبية في المضمون، يرمي ميقاتي طروحات جديدة علَّها تعلق في سنارة العهد ويؤخذ بها، ولكن حتى الساعة، لا أجواء تفاؤلية تلوح في الأفق، بل تشير المعلومات الى أن الطرفين يصرَّان على شروطهما وكل طرف ينتظر الآخر ليعلن فشل المساعي. من هنا نرى أن كل فريق يضرب مواعيد قريبة لتشكيل الحكومة في حين أن الجميع مدرك مدى صعوبة الامر، لا سيما أن حكومة تصريف الاعمال عادت لتعوم من جديد على بحر الازمات، وزيارة الوفد الوزاري الى سورية خير دليل على أن الامور تتجه نحو تشبيك حكومة دياب بملفات مشتركة مع دول الاقليم. فهل سيتقدم ميقاتي خطوة الى الامام ويعلن التشكيلة، أم أنه سيضع الرأي العام في جو العراقيل التي تواجهه ويعطي الكلمة الفصل في الملف الحكومي؟

  • شارك الخبر