hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

بين الدولار وكورونا... اللبنانيون يدفعون الثمن غاليا

الإثنين ٢٧ تموز ٢٠٢٠ - 23:53

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كورونا خارج السيطرة... الكلام صدر عن مسؤولين من رتبة وزراء داخلية وصحة وأطباء ومستشارين، يضاف اليهم عدّاد الاصابات الذي تخطّى عتبة المئة وسبعين حالة مسجلة رسميا في يوم واحد، وحالات متفلتة ومتنقلة من دون عوارض.

المعركة الحقيقية مع كورونا بدأت اليوم، لكن السؤال الذي يطرحه الناس في كل مكان لماذا حصل الانزلاق نحو الموجة الثانية، وكيف تدهور وضع كورونا من كون لبنان احتل المراتب العشر الأولى في التصدي للوباء الى مرحلة تقترب من المشهد الايطالي، كما يتوقع القطاع الاستشفائي والأطباء، بسبب العجز عن استقبال الأعداد الكبيرة من المصابين في حال دقت ساعة المواجهة المباشرة مع المرض. والأهم هل صحيح ان فتح البلاد والمطار دفعا نحو تفشي الكورونا التي وصلت الى كل المناطق؟

تقاذف المسؤوليات وقع بالنسبة الى خبراء الاقتصاد، لم يكن جائزاً استمرار قرار الاغلاق بهذا الشكل، والتعويل كان على دولار المغتربين، حيث تشير الاحصاءات الى ان الوافدين أحضروا معهم الدولارات بمعدل ١٠ الاف دولار لكل شخص حضر لزيارة أهله، مما ساعد على تنشيط الحركة الاقتصادية الى حد ما. ووفق التقديرات ايضاً، فإن المغتربين أدخلوا قرابة ال٩٠٠ مليون دولار، اما من جهة الاحصاءات الطبية فتشير الأرقام الى ٢٢ في المئة في اصابات العائدين وعدم التزام عدد كبير منهم بإجراءات العزل ومشاركتهم في الأفراح والمناسبات الاجتماعية.

الاستهتار المشترك بين العائدين والمقيمين هو السبب في الموجة الحالية، مع عدم الالتزام بالاجراءات، والدليل ان كورونا وصلت الى قرى وبلدات بعيدة كان يفترض انها آمنة من الاصابات، لكن السبب الفعلي أيضا هو في التراخي الحكومي و عدم اتخاذ تدابير صارمة ومتابعة للعائدين من السفر. فالحكومة أقفلت البلاد على الناس شهرين ونصف من دون رؤية متكاملة وخطة مدروسة للمرحلة المقبلة، ثم جرى فتح البلاد دفعة واحدة للملاهي الليلية والمسابح والنوادي والسماح بالأراجيل.

الأخطاء مشتركة، سلطة تخاذلت وفَضّلت الدولار على كلفة الإستمرار بالاقفال بحجة عدم خنق البلاد. وعائدون نقلوا العدوى للأهل والأصدقاء. ومقيمون هم وحدهم من يدفعون الكلفة الصحية والاقتصادية، فالمستشفيات غير جاهزة لاستقبال أعداد كبيرة من المصابين في العناية الفائقة، والجهاز الطبي مرهق وغير مستعد بالامكانات المحدودة للموجة الكبيرة.

بالمحصلة دقت ساعة الحقيقة، العودة الى الاقفال صار متأخراً ومن دون تأثير قوي، لأن الوباء انتشر واصبح خارج السيطرة الى حد كبير. اللبنانيون يواجهون كورونا باللحم الحي، وسيدفعون ثمن الفاتورة الاقتصادية من صحتهم لأن السطة اختارت الدولار.

  • شارك الخبر