hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

بين الحريري والسعودية: "مش ماشي الحال"

الأربعاء ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 00:13

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في نيسان الماضي كان اللقاء الاخير للرئيس المكلف سعد الحريري مع السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، يومها كانت الزيارة مقصودة بعد الكلام عن تخلي المملكة عن الحريري بعد تسجيل امتعاض لدوره في ايصال البلد الى ما هو عليه لناحية تسليمه لحزب الله وحلفائه وفق ما يردد اصدقاء السعودية في لبنان.

اليوم يسأل الجميع عن الثنائي الخليجي "السعودي - الاماراتي"، في ضوء تقارير تفيد بأن السفيرين غادرا لبنان بعد استدعائهما من قبل دولتيهما، ولكن لم يخرج أي موقف رسمي ينفي أو يؤكد صحة ما يتردد، وجل ما يمكن استخلاصه هو التراجع السعودي عن الساحة الداخلية بعد لقاءات مكثفة أجراها السفير البخاري في مبنى السفارة في اليرزة شملت عددا من الشخصيات المقربة من المملكة حين كان الرئيس حسان دياب ينتظر زيارة سعودية الى السرايا.

كان الحريري محايدا ينتظر تدخلا غربياً لاعادته الى سدة الرئاسة من بوابة الاليزيه للضغط على المملكة لتأمين الغطاء له، ولكن الشروط السعودية كانت واضحة منذ اليوم الاول من طرح الحريري لرئاسة الحكومة وهي شروط واضحة، ان خرج عنها الرجل فسيكون حكما حسان دياب ثان في السرايا الحكومية، وتلك الشروط معروفة وترتبط بنظرة الخليج الى حزب الله ودوره كحزب "ارهابي" بمفهوم تلك الدول، وبالتالي على الحريري الانطلاق من هذا المبدأ لتشكيل أي حكومة توافق عليها السعودية.

من هنا يبدو التعثر ملازما لمسيرة التكليف حيث فشل الحريري حتى الساعة باحداث خرق في جدار أزمة التشكيل، ورغم التعميم الصادر عن تيار المستقبل بالزام النواب عدم التصريح بكل ما يتصل بملف التشكيل، ووسط اطلالات يومية للقيادي في المستقبل مصطفى علوش يتحدث فيها عن أجواء بيت الوسط، يبدو أن رهان الحريري على السعودية لم ينفع وهي لا تزال تضع فيتو على الرجل الذي سلم مهمة التشكيل للرئيس نبيه بري عله ينجح بانعاش المبادرة الفرنسية التي تتهاوى بضربات المداورة حيناً والاختصاص ووحدة المعايير أحيانا أخرى، وبالتالي فان ظروف التشكيل لم تنضج خليجيا، مع العلم أن الحريري يسعى الى ادخال عناصر معادية للسعودية كتركيا وقطر للقول بان لبنان ذاهب باتجاه يعاكس طموح المملكة، عندها تتدخل الرياض مرغمة لانقاذ دورها في لبنان وفق اعتقاد الحريري. ولكن ثمة مصالح أكبر من الحريري ومرتبطة أيضا بالتطورات المستجدة على خط التطبيع مع اسرائيل، وما لهذا الامر من تصفية سياسية واقتصادية لدور لبنان المستقبلي الذي قد يذوب في تحالفات اقليمية ترسمها خارطة الدول المهيمنة على المنطقة، وهنا قد يصبح دور الحريري هامشيا.

وعلى المقلب الآخر يبدو حلفاء الامس غير آبهين لمستقبل الحريري السياسي، فالقوات اللبنانية الاقرب الى الموقف السعودي لم تعد تكترث لمستقبل الرجل، وباعتقادها فان الرئيس المكلف بات حبل نجاة للأزمة التي يغرق بها لبنان، وتُشبه الدور الذي يلعبه اليوم بالسفينة التي تغرق حاملة معها كل اعباء النظام الفاسد وقد يصل بها الى الشاطئ قبل أن تبتلعه الامواج الاقليمية والدولية.

أما الحروب التويترية بين المستقبل والقوات والتي شهدناها في الايام الماضية فهي خير دليل عن مستقبل العلاقة بين الحزبين، ولا يخفي الكثير من السياسيين المواكبين للعلاقة بين الفريقين عمق الازمة وتماهي القوات مع الموقف السعودي حيث يجري التنسيق بشكل دوري على خط معراب الرياض عبر وسطاء الى حد قول أحدهم ان كلمة السر السعودية باتت تخرج من معراب لا من بيت الوسط الذي فقد دوره ولم يرث "قريطم" مكانة لدى المسؤولين السعوديين.

  • شارك الخبر