hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - سليم البيطار غانم

بين الإستقلال الضائع والرئيس الضائع... هوية ضائعة!

الثلاثاء ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - 00:20

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


في استذكار للمرحلة التي سبقت استقلال لبنان لا بدّ من التوقف عند المرحلة التي رافقت إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920 ومن ثم إعلان الجمهورية اللبنانية عام 1926 اللذان اوصلا لبنان الى نيل استقلاله عام 1943، لتّتضح امامنا الصورة الكاملة التي منعت هذا البلد من عيش نعيم استقلاله بدل من ان يعيش جحيمه.

بُعيد فوز الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وفرض سيطرتهم على المنطقة والتقلبات الجيوسياسية التي عاشتها الى اتفاق "سايكس بيكو" وتفكيك أراضي المملكة العربية السورية الى ست دول كان لبنان جزءًا اساسيًا فيها.

لم يتقبل مسلمو لبنان ضمّ كل من بيروت والجنوب والبقاع وطرابلس وعكار الى جبل لبنان، في حين رحّب المسيحيون بذلك وهو كان مطلبهم الذي عمل على انجازه البطريرك الياس الحويك.

طبعاً وافق المسلمون (وبعض اليساريين المسيحيين) مُكرهين أمام الضغط الفرنسي، انما النفوس بقيت رافضة وغير معترفة بالكيان اللبناني الجديد رافضة التخلي عن حلمها بإنشاء الوطن القومي العربي بحدود سوريا الكبرى قبل تقسيمها الى ست دول وكان لبنان إحدى دولها آنذاك.

مرّ على نيل لبنان استقلاله 79 عاما، لم ينعم بهذا الإستقلال سوى 32 عاما بين 1943 والـ 1975 رغم بعض الازمات التي مر بها، فبقي متماسكا الى ان انكشف المستور وظهرت فجأة النفوس المعبّأة منذ تاريخ اعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، والموروثة من جيل الى آخر وقد ظهرت على حقيقتها لاول مرة يوم نادى الرئيس المصري جمال عبد الناصر بالإتحاد العربي الإشتراكي الى ان تفاعلت اكثر فأكثر يوم اطلت القضية الفلسطينية برأسها، حتى انهار هذا البلد الهش واشتعلت نار الفتنة بالوطن والمواطن البعيد عن المواطنة مستغلاً فرصة تحقيق حلم الوطن القومي العربي متناسٍ النعيم الذي عاش فيه على اختلاف الطوائف والمذاهب، وآثر حرق هويته اللبنانية فداءً لهوية الوطن القومي العربي، ما شجع الفلسطينيون على الحلم بلبنان دولة بديلة، كما أيقظت الحلم السوري بحلول الوقت المناسب لإعادة لبنان الى سوريا الكبرى.

ماّسٍ كثيرة مرت على اللبنانيين منذ أكثر من 100 عام، تاريخ اعلان دولة لبنان الكبير، ومنذ 79 عاما على الاستقلال وهو يتقلب من احتلال الى احتلال ومن حرب الى حرب ولا يزل حتى تاريخ كتابة هذه السطور. من اتفاق فرنسي – مسيحي لم يرض المسلمين الى "اتفاق الطائف" الذي جاء لصالح السنة والنظام السوري ولم يرضِ لا الشيعة ولا المسيحيين اللذين وافقوا عليه مكرهين تحت ضغط الخلاص من الحرب والنظام السوري، الى اليوم وبعد ان اقتنع المسيحيون والسُنة بنظام "الطائف" وخروج السوري من لبنان، جاء دور الطائفة الشيعية لتحطّ برحالها على الساحة اللبنانية مدعومة من النظام الايراني، انما بأجندة مختلفة عن سابقاتها لعلها تستطيع اخضاع اللبنانيين وفرض سيطرتها الكاملة على لبنان.

لا تزل موازين القوى السياسية متساوية بين المسيحيين والسُنة والشيعة وكل منهم يريد لبنان على هواه فتجربة المئة عام كفيلة بأنه لا يستطيع أي فريق كان ومهما عظم شأنه من أن يخضع الأفرقاء الآخرين.

طبعا لا يمكن نفي دور المسيحيين في المساهمة بما وصل اليه الحال بالرغم من انهم هم من صنعوا وطن اسمه لبنان انما لكل مرحلة هناك فريق من المسيحيين يستغل فرص اطماع الغير ليتواطؤا معه سعيا للمناصب والسلطة والمال مما خسّر المسيحيين الدور الوطني المؤتمنين عليه.

لا حل لهذا الداء طالما ان المرض موجود في النفوس لا بالنصوص ومهما جئنا بنصوص جديدة فالداء باق ومن سيأتي على سدة الرئاسة سيكون مُرضى عليه من فريق ومبغوضاً من الفريق الاخر ولن يكون سوى لتمرير مرحلة وإطالة أزمة بإنتظار تغير موازين القوى لفريق آخر وهكذا دواليك!

فهل فعلا نريد الاستقلال وهل فعلا نريد الهوية اللبنانية وهل فعلا نريد لبنان بحدوده الجغرافية الحالية ان يبقى على ما هو عليه ام من الأفضل ان يعود كما قبل الـ1920حيث لكل مكوّن دولته يحكمها كما يشاء؟

  • شارك الخبر