إستمع للخبر

في أول بيان له في الرابع عشر من شباط قبل سنتين خرج بهاء الحريري في ذكرى استشهاد والده أمام الرأي العام اللبناني معلنا الاسباب التي دفعته الى الحديث في السياسة بعد أن رأى الشباب اللبناني من مختلف الطوائف والمذاهب يثور في الساحات رافضا الطبقة السياسية ومطالبا بالتغيير بعد أن وقعنا في "المحظور".

حدد بهاء الحريري منذ انخراطه في العمل الداخلي اللبناني، أولوياته الوطنية وهو العمل على مشروع لبناني مسؤول وشامل أكبر من منصب وزاري أو نيابي أو رئاسي، هو مشروع بناء دولة المؤسسات العابرة للطوائف والمذاهب. وتحت هذا السقف بدأ رجل الاعمال نشاطه حيث وسع دائرة اتصالاته وتواصل مع الاطراف التي وجد فيها قوة تغييرية قادرة على الاستنهاض بلبنان، فكان تشديد من قبل الرجل على ضرورة احترام رجال الدين الذين ينادون بالدولة والحرص على التواصل معهم، وعلى دور الشخصيات السياسية التي تمتلك تاريخا حافلا في العمل السياسي الوطني يتقاطع مع مشروعه السياسي.

في الانتخابات النيابية كان بهاء على مسافة واحدة من كل قوى التغيير، فامتنع عن تشكيل لوائح في الدوائر واستعاض عنها بدعم شخصيات وجد فيها القدرة على التغيير وتمتلك رؤية وطنية جامعة، وفضَّل الابتعاد عن أجواء المنافسة بين الكتل والقوى واعطاء الوقت الكافي لمساعدة العناصر المساعدة على تمدد مشروعه وتطويره لمواكبة الساحة اللبنانية واستحقاقاتها.
وخلافا لما يشيعه البعض، فان دور المنصات والجمعيات التي يُشرف عليها بهاء الحريري لا ينحصر في استحقاق دستوري أو عنوان سياسي صغير، بل هو في صلب النشاط اليومي اللبناني ويشمل هذا الدور قطاعات عدة يحتاجها اللبناني لاسيما في هذه المرحلة حيث تحيط به الأزمات ويبحث بشكل دائم عن مساعد وسند يؤمن له استمرارية العيش في بلاده.

وجد البعض الفرصة للهجوم على نشاط بهاء الحريري عبر "إختراع" الذرائع واقحام الرجل بتفاصيل صغيرة لزوم المعركة الانتخابية، ولكن من يجول في المناطق اللبنانية ويرصد نشاط جمعية نوح الخيرية أو عمل حركة سوا وما تقدمه المنصة الاعلامية التابعة للحريري، يعلم أن طموح نجل رفيق الحريري هو الزرع في الحقل الوطني بزورا مختلفة لا تنحصر بالسياسة بل تشمل أيضا كل مفاصل الدولة التي سعى الى اعمارها الحريري الأب ويسعى بكره اليوم الى حمايتها واخراجها من براثن قوى الامر الواقع.