hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

باسيل يَحسم مسار التأليف... الشروط العونية أولاً

الخميس ١٤ كانون الثاني ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كان يُمكن لخطاب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي صعّدَ فيه هجومه ضد الرئيس المكلف سعد الحريري في سياق العلاقة المتردية بينهما، أن يَمرَّ عادياً من دون أي مضاعفات سياسية، لولا ان إطلالته لم تكن معطوفة على فيديو رئاسي تَسرّبَ في عِزّ التشنج السياسي بين بعبدا وبيت الوسط، وتم فيه تهشيم الحريري ووصفه بالكاذب، ولولا الإشكالية التي سبقت في الترتيب الزمني الفيديو، حول خطوة اللجوء الى المجلس الدستوري لتفسير الدستور.

فكل المؤشرات كانت تدل على خروج الأمور عن السيطرة بين الرئاسة الأولى والتيار الوطني الحر من جهة مع الرئاسة الثالثة، وعلى هذا الأساس أفرغ النائب باسيل كل ما في جعبتهِ من ذخائر حيّة ليصيب الحريري مقتلاً لعدة أهداف. فهو أراد أولاً رمي كرة التعطيل لدى الحريري وتبرئة ساحته من التهمة التي تُلاحِقُ تيارَهُ والعهد بالعرقلة. وتَعمّدَ باسيل، كما يقول أخصامه، رفع سقف المواجهة وتطوير الخلاف بينهما لتحقيق الشعبوية واستنهاض التيار في الشارع المسيحي، خصوصاً أن "التيار القوي" فقد في السنة الأخيرة عناصر قوته، وهو مُلَاحَقْ منذ انتفاضة ١٧ تشرين بتهم الفساد مثل سائر السياسيين.

عَكَسَ خِطاب باسيل حجم التعقيدات الحكومية، ونَسَفَ أي فكرة لمواصلة الحوار بين بعبدا وبيت الوسط لإحراج الحريري بهدف إخراجه ودفعه للإعتذار، ومحاولة جرّ حزب الله لتبني هذا الخيار. الأسوأ من ذلك ان باسيل عمِلَ على تشويه صورة الحريري مسيحياً متهما اياه بإعادة المسيحيين الى زمن الوصاية والتهميش ومصادرة الصلاحيات والحقوق المسيحية.

في حصيلة الهجوم العنيف و"غير المسبوق"، دخلت العلاقة بين الطرفين دائرة المحظور وعدم التنازل الذي لا يبدو ان أي فريق بوارد اللجوء إليه. فالحريري لن يتراجع لأن الإنسحاب من الساحة الحكومية إنتكاسة كبيرة لفريقهِ ونهاية وجوده مجدداً على رأس السلطة التنفيذية، فيما الرئيس ميشال عون والنائب باسيل يرفضان أي شكل من أشكال التعاون مع الحريري في مرحلة ما تبقى من عمر العهد.

حسم باسيل معركة التأليف بان الحريري ممنوع من دخول السراي الا وفق الشروط العونية.

هجوم باسيل تضمن رسائل للخارج والداخل، فهو غمز من قناة اشكالات معينة مع حزب الله وتباينات حول عدد من المسائل، في رسالة الى الخارج أرفقها بهجوم على الإدارة الأميركية لدونالد ترامب ورسائل مبطنة للإدارة الجديدة، إلاّ أن دعوة باسيل الى حوار وطني يُمهّد لمؤتمر تأسيسي هو النقطة الأساسية أيضاً في إطار تلميحه الى أزمة حكم ونظام، الأمر الذي إستفزَّ قوى سياسية رافضة ترى في الدعوة نهاية مرحلة وبداية مرحلة اخرى. متساءلة عن مصلحة المسيحيين في تغيير النظام في أسوأ المراحل التي يمر فيها المسيحيون، حيث يعتبر أخصام باسيل إنه "كبّر الحجر" بالحديث عن حوار من أجل تغيير النظام، وان طرحه هو في اطار تحسين شروطه وموقعه في المعادلة السياسية المقبلة. فيما يعتبر المقربون من التيار الوطني الحر ان التغيير حاجة مُلحّة لتطوير النظام وتحسين الوضع المسيحي، بعد ظهور ملامح اتفاقات سياسية لضرب وتطويق العهد.

  • شارك الخبر