hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

باسيل للقوات: لن أُضرب من بيت أبي

الإثنين ٢٩ أيار ٢٠٢٣ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


لم يكن الاستحقاق الرئاسي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية مجرد خلاف على الاسماء أو نهج المرشح الرئاسي، بل كان حرب إلغاء لكل طرف ضد الآخر للاستفراد بالساحة المسيحية التي تحولت الى مجتمع هرم دفع بشبابه نحو الهجرة.
لا تخرج المفاوضات الاخيرة بين الطرفين للاتفاق على مرشح رئاسي من السياق التاريخي للمعركة التي بدأت بين الرئيس ميشال عون حين كان قائدا للجيش عام 1989 ضد القوات برئاسة سمير جعجع وتُستكمل اليوم بين الاخير والنائب جبران باسيل الذي تمكن من وراثة القاعدة العونية عبر تحويلها الى تيار سياسي، يسعى عبره باسيل الى فرض زعامته على الساحة والقول إن كل التطورات التي حصلت بعد 17 تشرين لن تُلغي قوته الشعبية، وسيظل ضمن المعادلة الرئاسية ترشيحا أو دعما نتيجة قوته الداخلية وقراءاته الاستراتيجية للمسار الاقليمي والدولي ورهانه الصائب على التغييرات التي طرأت في المنطقة ومالت نحو دفة خياراته.
في المقابل يستغل جعجع المرحلة الانتقالية التي يمر بها التيار نتيجة انتهاء عهد الرئيس ميشال عون بانتكاسة كبيرة، وتموضع باسيل المُستحدث والذي يتأرجح بين الدخول بالترند الجديد المتمثل بالمعارضة وقوى التغيير، وابقاء خيط معاوية مع حارة حريك وتدعيمه. وفي الحالتين يرى جعجع أن الفرصة سانحة لضرب التيار في عقر داره عبر حرب الغاء جديدة، يُستعمل فيها سلاح تعدد الاجنحة داخل البيت الواحد والهاء باسيل بالنيران التي تحيط به.
استغل جعجع النقمة التي ظهرت في الانتخابات النيابية الاخيرة على باسيل من قبل بعض النواب داخل التيار وهم في غالبيتهم من الموارنة، وبدأ الحديث في الكواليس ولاحقا في الاعلام عن نواب داخل تكتل لبنان القوي لديهم المؤهلات التي تسمح لهم بالترشح للانتخابات الرئاسية طالما أن فرصة فوز رئيس تيارهم معدومة لاكثر من سبب نتيجة الفيتوات الموضوعة من قبل الكتل السياسية عليه. والحديث عن بدائل باسيل داخل التكتل بدأ مباشرة بعد الانتخابات النيابية، وفي اجتماع موسع للتكتل عُقد في دارة نائب التيار اسعد درغام في منطقة سمار جبيل في البترون، صارح باسيل النواب بصعوبة ترشحه للانتخابات وأنه من الممكن ترشيح نائب من داخل التكتل يكون بديلا عنه. هنا بدأ الخلاف بين النواب مع طرح أكثر من اسم فيما فضَّل قسم منهم أن يكون باسيل المرشح الاول أو يُسمي البديل من خارج التكتل منعا لأي خلاف داخلي.
فتحت مصارحة باسيل شهية نوابه المتأهبين لمثل هذه الفرصة، وبدأ البعض منهم تسويق نفسه كمرشح رئاسي توافقي قادر أن يجمع الكتل السياسية، وغير مستفز لأي طرف. استغلت القوى المُعادية هذه الحالة ورمت اسماء من داخل التيار كمرشحة لرئاسة الجمهورية، وبعضهم وُضع على لائحة بكركي الرئاسية، فيما خرج النائب الان عون عبر الاعلام لينعي المفاوضات مع المعارضة والقوات، ويقول إن أي حديث مع تلك الكتل ينطلق بموافقتها على اسم مرشح رئاسي من داخل تكتل لبنان القوي.
وسوَّق معارضو باسيل اسم عون كمرشح معتدل من التيار لرئاسة الجمهورية، واستغل هؤلاء حديث نائب بعبدا ليشنوا حملة دعم له عبر مقالات تُثير الشبهات في توقيتها وفي مدحها لـ "ألان عون"، بالتزامن مع دعم تلقاه النائب ابراهيم كنعان عبر وضع اسمه على لائحة بكركي الرئاسية وكونه يحظى بتأييد عدد من القوى التي تعتبر رئيس لجنة المال والموازنة من الاسماء الجدية داخل التكتل ومقبولا من قبل الرئيس نبيه بري الذي أشاد به أكثر من مرة لعمله داخل لجنة المال والموازنة، وهو عراب التفاهم بين القوات والتيار والذي أرسى تهدئة ضمن الساحة المسيحية، وهو الرجل المحبوب لدى "الجنرال".
يتهم مقربون من باسيل القوات اللبنانية بمحاولة ايجاد شرخ داخل تكتل لبنان القوي والتسويق بأن عددا من نواب التيار خرجوا عن عباءة التيار وباتوا يغردون خارج النظام الداخلي ويحاولون تسويق أنفسهم كمرشحين للرئاسة على عكس رغبات باسيل.
ويؤكد هؤلاء أن أي خطوة من قبل نواب التيار يتم تنسيقها مع المكتب السياسي وفي خلال اجتماعات دورية مع باسيل الذي يعرف أن البعض يسعى الى تكبير حجم التباينات داخل تكتله وتوظيفها سياسيا ضده، وهذا ما لن يحصل في ظل وجود قاعدة شعبية من التيار تضع ثقتها بالقيادة التي تُدور الزوايا مع النواب.
ويشير مقربون من باسيل الى أن أي ترشيح أي نائب في التكتل ينطلق قبل كل شيء من تبني غالبية النواب له، وسوى ذلك يكون اجتهادات شخصية لا أكثر، فباسيل برأي هؤلاء لن "يُضرب من بيت أبيه"، وهو حريص على ابقاء التكتل بمنأى عن أي خلاف سياسي في هذا الظرف الحساس.
في المقابل تعتبر أوساط نيابية معار ضة، أن باسيل رضخ لشروط الكتل التي يفاوضها، وقَبِل بالوزير السابق جهاد أزعور كمرشح توافقي مع المعارضة والقوات من دون أي شروط مسبقة بعد أن وجد نفسه محاطا بنواب داخل تياره السياسي مرشحين طبيعيين لرئاسة الجمهورية ومدعومين من كتل نيابية يعتبرها باسيل خصما له، وهذا ما دفع به الى اعادة احياء اسم أزعور وابلاغ المفاوضين وتحديدا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أن تكتل لبنان القوي سيصوت لوزير المال السابق.

  • شارك الخبر