hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

انفجار المرفأ... الى أين يسير التحقيق؟

السبت ٥ كانون الأول ٢٠٢٠ - 00:14

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اذا كانت الرسالة التي وجهها المحقق العدلي القاضي فادي صوان الى المجلس النيابي طُوِيَتْ لبعض الوقت، بعد ان أثارت التباساً واستتبعت ردود فعل ومواقف في الوسط السياسي، فإن صفحة انفجار المرفأ الذي دمر قسماً من مدينة بيروت وأوقع مئات الضحايا الأبرياء، لا يمكن ان تُطوى بأي شكل من الأشكال. فالقضية تتفاعل في الداخل والخارج، وأهل الشهداء لن يتوقفوا عن المطالبة بكشف المرتكبين والمتسببين بفقدانهم أنسباءهم، ويتنقلون بين المراجع والمواقع وعلى الشاشات، بعد ان صارت لديهم مخاوف من تمييع القضية وضياع الحقيقة في زواريب السياسية.
فالرسالة استَتْبَعَتْ إعتراض اهل الضحايا، بحيث كان يُفترض وفق مصادرهم ان يَدّعي القاضي صوان على المسؤولين عن التقصير ومن تقع عليهم الشبهات مباشرة. وفي الوقت ذاته اعتبرت مصادر عين التينة الخطوة خالية من المفاعيل القانونية وتجاوزاً للحدود القانونية والدستورية، ورمي المسؤولية على المجلس بالتقصير عن القيام بما يلزم. وما بين رأي الفريقين فإن جريمة تفجير المرفأ في انتظار كشف الخيوط، بعد دخول الجريمة شهرها الرابع وعدم صدور اي نتائج واشارات، باستثناء ما حصل من توقيفات لإداريين وأمنيين، وحيث لا يزال أهل الشهداء في انتظار الحقائق ومحاسبة المتسببين الفعليين.
لا يمكن لجريمة بحجم جريمة المرفأ ان يُشبه مصيرها مصير الجرائم الأخرى المرتكبة، التي انتهت الى التضييع والحفظ في جوارير النسيان، لأنها أقرب الى مصطلح جريمة العصر او وصف "النكبة" المخطط لها بعناية، لترافق الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وافلاس خزينة الدولة. لكن حتى الساعة لم تصدر إشارات تؤكد الاقتراب من تحقيق تقدم في التحقيق، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول التأخر عن تقديم اي نتائج. كما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت الجريمة ستنتهي الى ما انتهت اليه جرائم أخرى؟
تؤكد مصادر سياسية ان انفجار المرفأ ليس جريمة عادية، حيث تحتاج التحقيقات الى وقت من البحث عن الدلائل ومقارنة الوقائع، وليس هناك جهاز قضائي في أي دولة من العالم استطاع ان يصل الى قرار سريع في جريمة مماثلة لما حصل في تفجير المرفأ. والتروي في الاستنتاجات قبل اصدار أي قرار هو من أجل عدم حرق المراحل والوقوع في الأخطاء، حيث لا يزال القضاء في انتظار معلومات من أجهزة دولية أيضاً.
اذا كان انفجار المرفأ جريمة العصر، فإن الكشف عن هوية من نفذ التفجير وسوّى مرفأ العاصمة بالأرض وحوله الى منطقة محروقة، ومَن أدخل المواد المتفجرة وتكتّمَ عنها، ومَن هرّبَ قسما منها، ومَن يدري الغاية من التحفظ عليها كل هذا الوقت، هو أيضا بحد ذاته "إنجاز" العصر لترتاح أرواح شهداء المرفأ وتهدأ ثورة الباحثين بين الأحياء عمن قتل الابرياء وهدم نصف العاصمة بيروت.

  • شارك الخبر