hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

المهمة الروسية في لبنان: طائف جديد يحدد مصير حزب الله

الثلاثاء ٢٩ أيلول ٢٠٢٠ - 23:44

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد الانسحاب الفرنسي التكتيكي من الساحة اللبنانية ازاء الفشل الذي منيت به مبادرة الاليزيه لتشكيل حكومة مهمة برئاسة مصطفى أديب، بدأ التسويق جديا لدور روسي على الساحة الداخلية مع الكشف عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى بيروت للبحث في الأزمة، وتقديم الروسي نفسه كضابط ايقاع يمكنه ايضا وضع الجميع على الطاولة والحديث معهم.

مهد الجانب الروسي هذا الدور عبر ما وصفها البعص بال "مزحة" تم نشرها على قناة روسية اليوم وموقعها تشير الى توافق بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي بضرورة أن يرأس سعد الحريري الحكومة للعبور من هذه المرحلة الصعبة.

هذا الخبر الذي نسبته المحطة الى مراسلتها شكل بداية التحرك الروسي نحو لبنان، حيث ما لبث أن شغَّل مساعد وزير الخارجية الروسي مخائيل بوغدانوف خطوطه الهاتفية وأجرى سلسة اتصالات ببعض المسؤولين اللبنانيين بعد أن أعلن سفير لبنان لدى روسيا عن نية لافروف زيارة بيروت والبحث مع المسؤولين في الازمة. رمى الجانب الروسي اسم الحريري ومعه اشتعلت التحاليل لاسيما وأن النشر جاء بعد ساعات من تأكيد الحريري نفسه رفض ترأسه أي حكومة، ما طرح علامات استفهام عن الاسباب التي تكمن وراء هذا الخبر الروسي.

في المعلومات فان روسيا لم تأت الى لبنان لتشكيل حكومة فهي تعلم جيدا أن مفتاح أي حل بشأن حكومة توافقية في الجيب الاميركي الذي لا يزال رافضا لأي دور يقوم به حزب الله على الساحة الداخلية، وبالتالي فان الدور الروسي المستقبلي يأتي استكمالا لما بدأته موسكو في سورية حيث تمكنت من تحجيم دور ايران هناك وساعدت طائرات السوخوي على تدعيم المهمة الروسية في عاصمتها الثانية "دمشق"، ومن تداعيات هذا الانتشار والامساك بالملف السوري، الانتشار الكبير للجيش السوري على طول الحدود مع الجولان المحتل عبر فرق وألوية تمولها موسكو وتدربها ايضا وخاضعة أكثر لنفوذها.

ومن غير المستبعد أن يكون الجانب الروسي وبالاتفاق مع الادارة الاميركية عازم على أخذ المبادرة نحو اتفاق أممي جديد قد يطبق في لبنان على غرار اتفاق الطائف يلحظ في جانب منه مستقبل حزب الله ودوره السياسي لا العسكري في مقابل تقديم تنازلات الى روسية التي تُعد ضمانة لمصالح ايران أكثر من الفرنسيين نظرا لعامل القوة بوجه الاميركيين، والتجارب الكثيرة بين البلدين على الاراض السورية رغم التباينات التي ظهرت في الفترة الاخيرة.

وعليه فان روسيا تسعى الى لعب دور مع الثنائي أمل حزب الله في المرحلة المقبلة عبر طهران ودمشق، ومن غير المستبعد ايضا ان يلتقي لافروف قيادات في حزب الله عند زيارته المرتقبة الى بيروت في حال لم يطرأ أي جديد على الصعيد الداخلي قد يعيد خلط الاوراق، وتشير المعلومات الى أن الاميركيين يستعجلون كما الروس ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، اذ يعتبر هذا الملف مفتاح أي حل داخلي، وعنصرا ضاغطا للاستحقاقات المؤجلة وابرزها الحكومة العتيدة، التي سيكون لها الدور الكبير في هذه المفاوضات حيث يسعى الاميركي وخلفه الاسرائيلي الى منع حزب الله من التدخل في هذا الملف وعقد صفقة من تحت الطاولة لتمريره.

يضع الروسي في مفاوضاته بيروت دمشق وطهران في سلة واحدة وأي تجزئة لهذا الدور قد يُفشل المهمة ويعيدنا الى نقطة الصفر، ولا يغيب عن بال البعض القنوات السرية المفتوحة بين واشنطن وموسكو لملفات محددة تلحظ هذا الامر، ويتردد أن روسيا تحاول مع المملكة العربية السعودية ايجاد نقاط مشتركة لحل الازمة اللبنانية وتحديدا دور حزب الله، الا ان الرياض لا تزال على موقفها الداعي وعلى الفور الى انسحاب حزب الله من مختلف الساحات العربية وتحديدا اليمينة لفتح حوار مع ايران.

"الدب الروسي" في طريقه الى لبنان ولكن المهمة لن تكون سهلة هذه المرة نظرا للتعقيدات الدولية المرتبطة بالملف اللبناني ومصالح الدول الغربية لاسيما الاميركية الرافضة بالمطلق لأي حديث عن سلاح حزب الله في مستقبل لبنان.

 

 

 

  • شارك الخبر