hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

الملف اللبناني على طاولة الاليزيه: السعودية تُرَوض الفرنسيين

الإثنين ٢٠ آذار ٢٠٢٣ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


يُقارب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الملف اللبناني بحرص شديد، ويسعى الرجل الى تعويم نفسه في البلدان التي تمتلك فيها فرنسا بعض "نوستالجيا" الانتداب الذي يتحسر عليه في هذه الفترة فئة من اللبنانيين الغارقين في أزمة انهيار مؤسسات الدولة وتمدد التهريب والفوضى وبسط سيطرة السلاح على مفاصل الدولة المركزية.

ماكرون الذي حاول تطويق "حالة" 17 تشرين من خلال دعم القوى السياسية بالاوكسيجين ومنع سقوط الهيكل على رأسها، سعى في المقابل الى قبض ثمن هذه الخطوة في السياسة الدولية فتقرب أكثر من ايران وحزب الله وباتت زيارات السفيرة الفرنسية في لبنان الى الضاحية ولقاء المسؤولين في الحزب شبه دورية، وهو ما أزعج خصوم الحزب لاسيما القوى التي كانت تربطها صداقة متينة بباريس ووجدت نفسها خارج المعادلة التي يطرحها الاليزيه في زمن ماكرون.

ورغم كل حراك الرئيس الفرنسي وتقديم نفسه كشريك في اخراج لبنان من أزمته، الا أنه بقي لاعبا في الملعب الاميركي السعودي وقد أظهرت المحطات التي بادرت فيها باريس لتقديم حل للأزمة اللبنانية الى أنها غير قادرة على إقناع الاطراف بالحلول المُقدمة وبأن مصالح الولايات المتحدة او السعودية بعيدة عن الرغبات الفرنسية.

آخر تلك الرغبات حمل الفرنسيين اسم رئيس تيار المرده سليمان فرنجية وعرضه، كمرشح يمكن أن يكون توافقيا، على الدول المعنية بهذا الملف. تبني فرنسا لفرنجية لا ينحصر بإطار التواصل بين مسؤولين في الاليزيه مع قيادة حزب الله وحركة أمل، بل أيضا يأتي في اطار قوة دفع يقوم بها رجال أعمال لبنانيين في الخارج يُسوقون لفرنجية كحامل مشروع اقتصادي قادر على انتشال البلد من أزمته، وصداقته بعدد من الشركات القادرة على الاستثمار في الداخل ومنها توتال الفرنسية التي تلعب أيضا دورا مع رجال الاعمال اللبنانيين في تسويق فرنجية.

غير أن رغبة فرنسا وخلفها ايران والثنائي اصطدمت بفيتو اميركي سعودي صارم ورافض بشكل قاطع لفرنجية على سدة الرئاسة في بعبدا، وبحسب المعلومات فإن السعودية أبلغت فرنسا أن الملف اللبناني ليس من أولوياتها في الوقت الحالي وأن كل ما تريده من لبنان خارطة طريق واضحة تواكب الاتفاق الذي حصل بين الرياض وطهران ويكون لرئيس الجمهورية المقبل بالتنسيق مع الحكومة ومجلس النواب القرار الواضح في تطبيق هذه الخارطة وعلى رأسها حل اشكالية وجود سلاح حزب الله خارج شرعية الدولة، بشكل واضح وحاسم بعيدا عن العراضات الاعلامية والسياسية.

يعود فشل الفرنسيين في دعم خياراتهم الى التباعد الكبير في المصالح مع الولايات المتحدة والسعودية، والأخيرة ترغب بتسمية الاسم مع ايران لا فرضه من قبل فريق ايران في لبنان عليها. وقد استغلت الرياض ترشيح فرنجية من قبل الثنائي حزب الله حركة أمل قبل أن يُعلن الرجل موقفه وبرنامجه الانتخابي، لتؤكد ان رئيس المردة لم يعد اسما توافقيا طالما ان من رشحه هو فريق من اللبنانيين ورفضه طرف آخر وتحديدا المسيحي، وبالتالي بات البحث على اسم ثالث قادر على محاورة دول الخليج ولديه جسر تواصل مع الثنائي وخلفه ايران هو نقطة الارتكاز لأي اجتماع ثنائي أو خماسي.

تُعيد باريس حساباتها وفق البيدر الخليجي الفارسي وتطورات ما يجري عالميا، والرئيس اللبناني المقبل سيكون ثمرة التوافقات الدولية لا بما يطمح اليه الرئيس ماكرون وبعض رجال الاعمال.

  • شارك الخبر