hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - هادي غدار

المفاوضات النووية... الشيخ جراح حاجة أم هفوة؟

الخميس ٢٠ أيار ٢٠٢١ - 00:05

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لطالما أقلق الملف النووي الايراني الطموحات الاسرائيلية، خصوصاً تلك المتعلقة برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو. هذا القلق ليس وليد الفترة الماضية، بل من أول لحظات تبلور الاتفاق مع ادارة الرئيس باراك اوباما. وقد تراجع هذا القلق في سنوات حكم الرئيس دونالد ترامب، ليعود من جديد مع قدوم الادارة الحالية.

لم يكن في حسبان نتنياهو ان يُخرِج الرئيس جو بايدن الملف النووي الايراني من ادراج الدول الاوروبية، ووضعه على طاولة المفاوضات بهذه السرعة. لعله كان بانتظار ان تكمل الادارة الجديدة مسار التطبيع الذي بدأه بالشراكة مع ترامب، في ظل جاهزية بعض دول الخليج للتطبيع، حسب اقواله، ومن ثم العودة نحو الاتفاق النووي بعد ان يكون قد تم تطويق المحور المقابل. لم يكل نتنياهو عن التعبير عن مدى إنزعاجه من سير المفاوضات في فيينا، إلّا انه لم يهلع لإعتماده على فشل سيرها كما كان ظاهراً، الى ان صعد في سماء فيينا دخان يبشّر بإيجابية المحادثات وامكانية الوصول الى اتفاق يرضي جميع الاطراف بمن فيهم الولايات المتحدة الاميركية.

وهنا بيت القصيد، فقد سارع نتنياهو إلى الإعلان انه على الولايات المتحدة ان تعلم مدى الضرر الذي سيلحق بالمصالح المشتركة في المنطقة، كما انها ستقوّض سياسة المحور الصهيو - اميركي لصالح محور الممانعة، ما دفع وزير خارجية اميركا للإسراع الى طمأنة القيادة الاسرائيلية بضمان عدم السماح لهذه المفاوضات بتوسيع نفوذ ايران في المنطقة.

لم يقتنع نتنياهو بهذه الوعود، برغم كل الاتصالات والزيارات التي قام بها كبار المسؤولين الاسرائيليين وعلى رأسهم رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد). بدأ نتنياهو بالتفكير بطريقة للخروج من هذه الازمة نظراً لخطورة تداعياتها على الوضع الاسرائيلي المتخبط في الاساس، بعد فشله بتشكيل حكومة، فكان "الشيخ جراح".

لا شك ان الكيان الإسرائيلي يعلم مدى أهمية القدس لأهل فلسطين بشكل خاص، وللمسلمين والعالم العربي بشكل عام، وأثر الاعتداء على المسجد الاقصى والفلسطينيين ليس بالأمر السهل. من هنا، يمكن البناء على فكرة ان حركة الكيان تجاه الشيخ جراح لم تكن عفوية، حسبما اظهره لنا العدو، وذلك لحضور عوامل ودوافع وغايات كثيرة تضع هذا العدوان الاسرائيلي ضمن مسارين من الممكن ان يكون أحدهما الدافع لهذا الاعتداء، وهما على الشكل التالي:

أولاً - قرار أحادي اتخذه نتنياهو منفرداً. لكنه لم يستطع التأثير على مجرى المفاوضات في فيينا برغم كل محاولاته، فكان عليه ان يتخذ خطوات تصعيدية لحرف مسار المفاوضات واعاقة تقدمها وصرف نظر الاهتمام العالمي عنها. بالإضافة الى ذلك، الاجتماعات السعودية - الإيرانية وتصريحات ولي العهد محمد بن سلمان تجاه ايران، والتي ظهرت على شكل ثمرة المفاوضات، ما زاد من مخاوف الكيان الاسرائيلي إلى حدٍّ كبير. لذلك لم يبقَ لنتنياهو إلّا أن يوجّه انظار حليفه الاميركي إلى انه سيعمد الى إفشال المساعي الاميركية للتهدئة في المنطقة، وانه سيعاود إشعالها من جديد، وليُعلِمه ان لا هدوءَ من دون موافقته. ولأن نتنياهو يعلم مدى حماقة توجيه ضربة لحزب الله في لبنان، نظراً لتوازن القوى المفروض بين الطرفين، قرر اشعال الداخل، لإعتقاده ان حماس والفصائل الفلسطينية ليست بوارد الرد على التصعيد.

ثانياً - قرار مشترك بين الادارتين الاميركية والاسرائيلية. ان سير المفاوضات النووية من دون شراكة اميركية مباشرة ليس بالأمر المقبول اميركياً، ما انعكس على تصريحات الخارجية الاميركية والتي تنص على عدم رفع العقوبات إلّا بعد التزام ايران بشروطها. مسار المفاوضات يُقلق اميركا كما يُقلق نتنياهو ايضاً، فهي، نعم، تريد إتمام الاتفاق لكن شرط ان لا يظهر رئيسها على شكل احمق او خاسر، لذلك كانت بحاجة الى القليل من الضغط على ايران، للتنازل وحفظ ماء وجه الادارة الاميركية امام القوى العالمية.

ليس بعيداً ان يكون هناك قرارٌ مشتركٌ بين الادارتين لمضايقة الفلسطينيين، وبالتالي على محور الممانعة وعلى رأسه ايران، لتشكيل ضغط في القدس تتبلور معالمه في فيينا.

ما يمكن قوله هنا، انه سواء كان هذا القرار فردياً او مشتركاً فهو لم يكن موفقاً. فجاهزية الفصائل الفلسطينية المقاومة لم تكن في الحسبان، وقد فاجأت العدو بشكل كبير نظراً لقدراتها الهائلة، والتي هي بمثابة إعلان بداية نهاية هذا الكيان المحتل. وهنا يطرح السؤال: الشيخ جراح كان حاجة ام هفوة؟

  • شارك الخبر