hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

المسيحيون تحت الارض: نريد الفيدرالية والسلام

الأربعاء ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 00:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دفعت الازمات المتلاحقة التي تعيشها البلاد الى اصطفافات طائفية عميقة، من الصعب التستر خلفها أو تجاهلها. ومن الصعوبة في مكان التأقلم مع الوقائع التي يحاول بعض الاطراف تسويقها ك "العيش المشترك" و"المصير الواحد" وغيرها من المصطلحات المخدّرة.

لم يعد الكلام عن "ألفرد رياشي"  كأمين عام لـ'المؤتمر الدائم للفيدرالية" مجرد حديث عن شخص يمثل نفسه أو بيئة "انعزالية" يرفضها النسيج اللبناني، بل أصبح فكرة رائجة لدى شارع كبير بات يعاني من الاجحاف والفقر، حتى العلماني في هذه البيئة هو مجرد اسم على هوية يستدل منها انتماؤه الطائفي.

الاحباط الذي يعتري "المجتمع المسيحي" هذه الايام لا يمكن تجاهله أو التصويب عليه من مبدأ "اثارة النعرات الطائفية"، بل هو واقع دفع بأكثر من اربعين في المئة من الشباب الى الهجرة في السنوات الخمس الاخيرة، وعرض الاسرة الى التفكك فالملفات الموجودة في المحاكم الروحية والمتعلقة بالطلاق تخطت المئات وبات الحديث عن آلاف، ومن بقي في لبنان يعيش أيضا من "لحم الحي".

لم يعد الشارع المسيحي منسجماً مع أحزابه السياسية ثمة قلة منهم لا تزال تؤيد هذا الحزب أو ترتبط بذاك لمصالح شخصية، أما الصامتون فكثر ويريدون تأمين لقمة عيشهم رافضين لكل ما يجري من متاجرة للبلد على حساب أولادهم، بات هم الام كيف تؤمن الدولار لتعليم ابنها في الخارج والتاجر يبحث عن وسيلة لتصريف بضاعته في ظل التهريب الممنهج من قبل الطرف الآخر الذي يملك كل الوسائل للتهرب من دفع الضرائب للسلطة.

في الشارع المسيحي باتت المطالبة بالفيديرالية أولوية ولم يعد الكلام تحت الطاولة بل عند الحلاق وفي المقاهي وفي الاحاديث اليومية.. مساحة الامل تضيق ويتسع معها المصير المجهول، وفي العمق تجد أن الطبيب والمهندس والمحامي كما المعلم تركوا البلاد وهاجروا ولم يبق أحد، ومن اراد العيش هنا عليه الانخراط بمشاريع لا تشبه بيئته والعمل على اجندات خارجية، ربما تأتيه الرصاصة الطائشة أو يموت في انفجار لمجرد أنه عابر سبيل في المنطقة..

والاسوأ من كل ذلك هو الدفع بهذا الشارع الى خيارات جربها سابقا وقد دفع ثمنها واليوم يسعى البعض الى اعادة تجربة " الوجود الفلسطيني" معه، فهل من يجرؤ اليوم ويطرح سؤالا على هذا الشارع ان كان يؤيد السلام مع العدو الاسرائيلي أم لا؟.. هل يدرك أن نسبة النعم ستسجل رقما قياسيا قد يعطي العدو فرصة لتسويقها لصالحه؟.

أي لبنان يريد "السلاح" العابر للحدود في ظل تعدد الثقافات داخل النسيج اللبناني المهترئ، والمطابخ الاعلامية والامنية والاقتصادية تفعل فعلها وبدأت تحصد ما زرعت وها هي اليوم تدق الاسفين في الميثاق الوطني الذي بات حبرا على ورق..

وفي وقت نجد فيه القيادات السياسية والحزبية والمرجعيات الروحية لهذا الشارع تتخبط بأجنداتها الخاصة، نلحظ في الضفة الأُخرى حرباً على المصارف وحاكم مصرف لبنان، وتلميحاً يصل الى الاتهام بتدخل أميركي في المؤسسة العسكرية، واتهامات لاحزاب مسيحية تحمل السلاح وتتدرب عليه والتصويب على الدولة وخلق مؤسسات رديفة، كلها أمور دفعت بالشارع المسيحي الى اعلان الطلاق مع الصيغة وهي وان يتم التداول بها في الغرف الضيقة الا أنها مع الوقت وفي ظل التدهور التصعيدي للحالة المأساوية التي نعيشها ستخرج الى العلن وبأساليب قد تعيدنا سنوات الى الوراء.

  • شارك الخبر