hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

اللبنانيون في الخليج: هل يشملهم التطبيع مع اسرائيل؟

الإثنين ٤ كانون الثاني ٢٠٢١ - 00:39

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رغم الوضع الاقتصادي السيء الا أن المغترب اللبناني لا يزال قادرا على اعالة أهله وبيئته، وقد ظهر ذلك جليا في الاعياد حيث برزت المساعدات من قبل عدد لا بأس به من المغتربين الذين ساعدوا في قراهم ولعب الفارق في "سعر الصرف" دورا ايجابيا بالنسبة اليهم حيث كان ال "fresh money" عنصرا فعالاً لمساعدة الكثير من العائلات المحتاجة.

ولا شك بأن اللبناني في الخليج الذي يقصد لبنان مرتين في السنة وربما أكثر، يأتي في طليعة المغتربين الذين يُنشطون الدورة الاقتصادية في البلاد، فهو الاقرب الى بلده وبالتالي فرصة عودته اليه كبيرة مقارنة مع المغتربين في دول افريقية أوروبية او أميركية.

هذا المغترب اليوم عينه على المملكة العربية السعودية مع التوسع العمراني الذي وضعته المملكة في اطار ما بات يُعرف برؤية 2030 حيث من المنتظر أن يتم بناء أكثر من ثلاث مدن في الفترة الممتدة ما بين خمس الى عشر سنوات، وهي التي يخطط لها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ومن المنتظر أن تؤسس للجيل الجديد من المملكة من حيث الاقتصاد والانفتاح أكثر وتصبح فرص العمل هناك متاحة أمام الاعداد الكبيرة من الوافدين ومنهم اللبنانيين.

العامل السياسي يقف بحسب الكثير من المغتربين اللبنانيين في الخليج عائقا كبيرا، وقد يشكل في الاشهر أو السنوات المقبلة حجر عثرة لهؤلاء ينتج عنه خيارات صعبة، مع دخول العامل الاسرائيلي كمنافس قوي وكبير لهم في السوق الخليجي. وهنا بدأ الكثير منهم يلحظ المنافسة الكبيرة المفروضة على اللبناني الذي نهض مع البلدان الخليجية في سبعينات القرن الماضي وتمكن من تجميع ثروات طائلة مع التمدد العمراني في الامارات الكويت السعودية كما قطر.

في تلك الدول التي يعتبرها اللبناني بلده الثاني، ثمة قلق حول مستقبله مع بروز عوامل غير مشجعة تلعب دورا معاكسا وتنذر بالاسوأ وابرزها:

  • وضع لبنان في المحور الايراني المعادي لدول الخليج، ويظهر ذلك جليا في الكثير من المحطات كان آخرها كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المعادي للسعودية واتهامها بالسعي الى اغتياله. وقد استفز هذا الكلام الكثير من قادة تلك الدول وأثر بشكل سلبي على اللبناني الموجود في المملكة حيث يدفع اليوم ثمن تلك المواقف في أوجه مختلفة والتضييق عليه. والى اليوم لم تبادر المملكة وتعيد سفيرها الى لبنان بل لا يزال الموقف الخليجي متشددا تجاه الموقف الرسمي اللبناني من تصرفات حزب الله فيما المطلوب بشكل واضح التزام الحياد وتوحيد الموقف الرسمي تجاه اعمال حزب الله في اليمن.
  • بعد الدخول الاسرائيلي المباشر الى الخليج وتعويم المصالح الاقتصادية والمالية مع دوله وفتح الاسواق امام رجال الاعمال الاسرائيليين للاستثمار هناك، ما يرتب تداعيات سلبية على اليد العاملة اللبنانية وهو الامر الذي تعمل عليه تل أبيب لابعاد اللبناني من الدائرة التوسعية التي تسعى اليها، وبالتالي فان الدولة اللبنانية المعنية مباشرة بحماية هذه اليد العاملة مشغولة اليوم بتطويق الازمات الداخلية والتي تتأثر بشكل كبير بالتطورات الخارجية.
  • والعامل المهم الذي يقلق اللبناني في الخليج هو زيارات العمل التي قد تُطلب منه الى اسرائيل، وتشكل محور نقاش بين هؤلاء مع التبادل التجاري بين البلدين، حيث يصبح لزاما على العامل اللبناني السفر الى اسرائيل والعمل هناك بطلب من شركته اذا فرض مركزه في الشركة ذلك، فهنا يمكنه الاعتذار لضرورات تتعلق بالعداء بين بلده واسرائيل التي قد تسعى أيضا الى طلب لبنانيين وابراز دورهم على الصعيد الاعلامي دعما " للتطبيع"، خصوصا أن تل أبيب لديها رغبة في ذلك وتعمل على خلق رأي عام لبناني يطلب السلام معها لوضعه في مواجهة الرأي الآخر الرافض لهذه الفكرة، وقد يكون الخليج معبرا اسرائيليا على لبنان من البوابة التجارية، فكيف سيتصرف اللبناني وهل لدية ترف الوقت أو قرار الرفض لأي خطوة من هذا القبيل؟.

 

ثمة واقع جديد فرضه السلام الاسرائيلي الخليجي، قد يدفع ثمنه اللبناني في تلك الدول، لاسيما وأنه مرتبط بشكل أو بآخر بمواقف دولته التي انحازت بشكل واضح الى محور معاد بالنسبة لتلك الدول وعلى رأسها السعودية، وقد ترتدي الحرب علينا ثوبا مختلفا عن "العسكرة" وهناك اندفاع اسرائيلي كبير لتطويق ايران وأجنحتها وأبرزها حزب الله في لبنان، عبر تقليب الرأي العام عليه، واحدى وسائل هذا التقليب قطع أرزاق اللبنانيين في الخليج ودفعهم الى اتهام حزب الله بهذا القرار عبر زج لبنان في المحور الايراني وتطويقه اقتصاديا واجتماعيا.

 

  • شارك الخبر