hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

العشائر العربية في وجه حزب الله: يقظة ثورية أم ضرورة إقليمية؟

الأربعاء ٤ آب ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يُساعد تفكك الدولة بأجهزتها الإدارية والأمنية على عودة أنظمة مغايرة تماماً لمفهوم المؤسسة المدنية، بل تُعتبر من أشد الأعداء لها. ومن هذه الأنظمة تلك المتعلقة بالعشائر والقبائل التي لا تزال تُطبق قانونها الخاص ونظامها الاجتماعي المبني على قيم وتقاليد خاصة تنطوي على خصوصية مختلفة عن المبادئ العامة في الدولة.
من تلك الأعراف حق الثأر الذي تُشرّعه القبيلة في حال قُتل أحد أبنائها غدراً، عندها تصدر حكمها الفوري بضرورة الرد على قاعدة العين بالعين، وفي لبنان كثيرة هي العشائر، منها ما هو عائلي مناطقي ومنها ما هو متحدر من أصول عربية هاجر واستوطن في الداخل.
من آل جعفر وآل شمص وعلّو في البقاع، الى عشائر عرب خلدة وعرب وادي خالد، قانون واحد تسير تحت عباءته تلك العشائر التي عادت لتظهر من جديد من بوابة حادثة خلدة التي ظلت جمراً تحت الرماد منذ آب الماضي، حين قتل فتى من آل غصن وظلت العشائر منذ ذلك اليوم تَعِدُ بالثأر من قاتله حتى جاء شقيقه يوم السبت الماضي وأطلق رصاص الثأر في صدر من حكمت عليه العشائر بتهمة القتل.
غير أن ما يُحكى على الصعيد الأمني في ملف العشائر العربية يتخطى الثأر الشخصي لينسحب الى حسابات عربية أخذتها العشائر على عاتقها وتنطوي ضمن الصراع الدائم بين الشيعة والسنة في المنطقة، وقد عَبَّر حزب الله عن خشيته من تحويل الخلاف السياسي مع تيار المستقبل الى صراع عسكري قد تحمل لواءه العشائر العربية، وخير دليل بالنسبة للحزب على صحة اعتقاده هو "ابتزاز" الجنوبيين بقطع أوتوستراد خلدة من قبل مجموعة من عشائر العرب يتقدمهم المدعو عمر غصن، ولكن ظلَّ الحزب صامتاً يُعول على المؤسسة العسكرية لتفادي الدخول في صراع مع المجموعة قد يتحول فيما بعد الى حرب طائفية واسعة وطويلة.
حزب الله الذي يراهن على النَفَس الطويل، وجد أن ظروف حادثة خلدة كانت مؤاتية للعشائر التي فازت عليه بجولة نظيفة، ولكنه قرر إنهاء هذه الظاهرة بطريقة غير مباشرة عبر الأجهزة الأمنية، فهو يعطي الاحداثية والتفاصيل المرتبطة بالمطلوبين لتقوم الأجهزة بالمداهمة والتوقيف.
يستشعر الحزب أن هناك من أوعز الى العشائر بضرورة التحول الى جناح عسكري في لبنان، لمواكبة التطورات الكبيرة المقبلة على الساحة، ويمتلك معلومات عن اجتماعات تنسيق دورية بين العشائر العربية المنتشرة في المناطق اللبنانية للتفاهم على الأدوار المنوطة بها في حال حصل أي تطور أمني مباغت، وفي الاطار يخشى الحزب من اشعال الجبهة الداخلية للتحضير لعمل أمني إسرائيلي كبير على لبنان، قد يوقع الحزب بين كماشتي إسرائيل وخصوم الداخل الذين باتوا مسلحين ومدربين على حرب الشوارع، وهذا الامر خطير جداً بمقياس الحزب الذي يراهن على عامل الوقت لسحب هذا الفتيل.
تؤكد جهات أمينة أن حزب الله سحب عناصره من خلدة في حادثة تشييع علي شبلي لأنه كان على علم مسبق أن حصيلة ضحاياه لن تكون أقل من خمسين عنصراً، اذ أن الرصاص الذي خرق ضحاياه يوم الاحد كان من قبل قناص محترف تمكن من إصابة الهدف، وهذا ما بيّنه الكشف على الجثث حيث كانت الإصابات قاتلة.
في حسابات حزب الله الإقليمية والداخلية، لا 7 أيار جديداً فالظروف لم تعد لصالحه وهو يواجه اليوم نقمة كبيرة انسحبت على بيئته التي لم تعد كما كانت في العام 2006، حين تمكن من مواجهة إسرائيل بدعم داخلي كبير، اما اليوم، فأي خطأ في الحسابات يمكن ان يقوده الى خلدة ثانية وثالثة في أكثر من منطقة وعليه التفكير جيداً في تداعيات "تسليح العشائر" في زمن انحلال التيارات السياسية وانسحابها الى الوراء.

  • شارك الخبر