hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

السعودية عادت: "لن نترك جعجع وحيداً"

الأربعاء ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"لا شرعية لمشروع يقفز فوق هوية لبنان العربية". بهذه الجملة استأنف السفير السعودي وليد البخاري نشاطه الدبلوماسي في لبنان بعد غياب عن الساحة اللبنانية فرضته تطورات كثيرة، بعضها يتعلق بنشاطات المملكة العربية السعودية، وبعضها الآخر مرتبط بالموقف السعودي من الحكومة الميقاتية وتشكيلتها التي لا تزال الرياض تضع فيتو عليها.
البخاري، الذي غرد عن هوية لبنان العربية، حضر الى دار الفتوى والتقى المفتي عبد اللطيف دريان، في زيارة تحمل أبعاداً دينية قبل أي بعد آخر، في حين انشغل الداخل بالموقف السعودي من قضية استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، المتهم من قبل حزب الله وبعض القوى التي تدور في فلك الحزب بتطبيق اجندات خارجية وعلى رأسها الاجندة السعودية.
وفي وقت يتردد أن جعجع تلقى اتصالات من مسؤولين سعوديين أبدوا فيها وقوف المملكة الى جانبه، لم تستبعد أوساط قواتية زيارة السفير السعودي معراب والوقوف الى جانب قائد الحزب بوجه الحملة التي يؤكد المحازبون أنها مركبة وتشبه الى حد كبير ما عملت عليه السلطة ايام النظام الامني اللبناني السوري في تسعينات القرن الماضي.
يختلف المشهد اليوم، لن يكون جعجع "كبش محرقة" المعادلات العربية أو الاقليمية، فالسعودية تحتاج الى الرجل أكثر من أي وقت مضى، كما أن القوات وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع حزب الله، على عكس تيار المستقبل الذي رضخ لإملاءات الضاحية، وأحبط بذلك رغبات الرياض التي دعمت الحريري ليكون الزعيم السني الاول بعد استشهاد والده الا أنه نكث العهد، بحسب ما يردد كل المقربين من المملكة والمطلعين على أجواء المسؤولين فيها.
تنظر السعودية الى ردة فعل الساحة السُنية على احداث الطيونة، ونظرة هؤلاء الى جعجع كـ "زعيم وطني" استطاع أن يأخذ بثأر اهل بيروت من "غزوة 7 أيار". وجعجع الذي كان مقرباً منها في الثمانينات، ترى فيه اليوم مشروع حل لرؤيتها تجاه لبنان، وبالتالي فإن الحديث عن عودة عقارب الساعة الى الوراء غير وارد، والسعي السعودي في المرحلة المقبلة سيكون أكثر على الاستحقاق الانتخابي وإبراز دور جعجع كقوة نيابية تضم تحالفات يمكنها محاصرة كل "خصوم" المملكة في الداخل.
أبعد من الاستدعاء القضائي وما رافقه من تساؤلات حول الآلية المتبعة والازدواجية في التعاطي مع القوات، تمكن جعجع برأي سفراء عرب من تقديم نفسه كمشروع يدافع عن دولة المؤسسات بوجه دولة اللاقانون، واستقطب عدداً لا بأس به من الرأي العام المتمركز في المنطقة الرمادية منتظراً البديل لحسم خياراته، وربما جاءت أحداث الطيونة وما رافقها من حملات استفزازية لمواقع التواصل الاجتماعي التابعة للثنائي حزب الله حركة أمل لتعطي جعجع زخماً اضافياً على الساحة المسيحية والسُنية، وهذه المعطيات تبني عليها المملكة السعودية تقييمها وتراهن على أنها قد تقلب الكثير من المعادلات الداخلية في ظل تراجع شعبية بعض القوى المسيحية الأخرى، وتعمل الرياض الى حين اقتراب موعد الانتخابات على حشد الدعم لبناء جبهة واحدة هدفها إسقاط أكثرية حزب الله داخل مجلس النواب، فبرأيها ليس المهم نجاح الثنائي داخل بيئته وحصد آلاف الاصوات، فالأهم هو الفوز بالأكثرية النيابية وإقصاء الحزب عن اي قرار فردي داخل مؤسسات الدولة، وتأتي في طليعة هذه الامور الانتخابات الرئاسية المقبلة، فالسعودية ترغب بكسب المزيد من الاوراق على الساحات العربية لتفاوض بها إيران، و"تقليم أظافر" حزب الله في لبنان واضعاف الحوثيين في اليمن، يمكن أن يعزز الموقف السعودي على طاولة المفاوضات.
ترصد العدسات السياسية حركة السفير السعودي ومواقفه، والاجتماعات التي سيعقدها في اليرزة مع عدد من السفراء، أبرزهم سفراء الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا، والاتجاه الذي تسلكه المعطيات المتصلة بالوضع الامني في لبنان والاستحقاق الانتخابي المرتقب، والتنسيق القائم بين تلك الدول على وقع التصريحات الاميركية التصعيدية باتجاه إيران والحراك الاسرائيلي بين واشنطن وموسكو الداعي الى محاصرة طهران ونشاطها في المنطقة.

  • شارك الخبر