hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

الحريري يعلن الحرب على الحكومة: تمرد داخل إدارات الدولة!

الأحد ٥ تموز ٢٠٢٠ - 23:49

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في احدى دردشاته الاسبوعية مع الصحافيين في بيت الوسط، قال الرئيس سعد الحريري انه التزم الصمت في أول مئة يوم من عمر الحكومة، من دون أن يحدد شكل هذا الصمت وان كان القصد منه اعلاميا لا أكثر.

وتشير مصادر وزارية الى أن الحريري فضّل الابتعاد قليلا عن المشهد السياسي بعد الاستقالة لترتيب أولوياته الداخلية، من تنظيم تيار المستقبل واعادة كودرته، عبر تعيينات جديدة طالت مفاتيح مناطقية لا سيما في بيروت، وسعى الى وضع خريطة طريق لمعارضة واسعة داخل مجلس النواب يواجه فيها العهد، وفتح قنوات تواصله في اكثر من اتجاه، حيث حاول مع بعض التيارات داخل المجتمع المدني أو المشاركين في ثورة 17 تشرين، بالتزامن مع إعادة تحريك خط التواصل مع القوى المسيحية المعارضة للعهد، من الصيفي الى معراب وصولا الى بنشعي، علَّه يشكل مع رئيس التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والاحزاب المسيحية وبعض "ثوار 17 تشرين" جبهة بوجه العهد والتيار الوطني الحر، ومن دون معارضة من قبل الرئيس نبيه بري، الذي يقف محايداً بين الجبهات.

مبادرة الحريري لاقت تحفظا عند أكثر من طرف ورفضاً داخل بعض تيارات المجتمع المدني، الذين اعتبروه من الطبقة السياسية الحاكمة، وبالتالي فإن الثورة وُجّهت ضده قبل أي طرف آخر. في حين أبدت الاحزاب المسيحية تحفظها لاسيما القوات اللبنانية التي لا تزال تُحمّل الحريري مسؤولية ما وصلنا اليه، لا سيما وأنه "دلل" رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كثيراً وعلى حساب ثوابت تحالفاته مع قوى 14 آذار، وبادر الى فتح قنوات مع حزب الله، الذي استثمرها حتى النهاية، ثم ضحى به عند أول استحقاق. اضف الى ذلك فإن مرصد معراب يقرأ جيداً بين سطور التفاهمات الاقليمية والدولية غير المتمسكة بالحريري، وتُفضّل البحث عن أسماء بديلة.

أما الكتائب فلرئيسها سامي الجميل قراءة مختلفة مع الحريري، وهو الذي حاول مراراً في خلال الجلسات التي جمعت الرجلين، التأكيد أن خيارات رئيس الحكومة السابق خاطئة، وأن تحالفه مع التيار الوطني الحر سيُفيد حزب الله حصراً، إلاّ أن الحريري لم يستمع جيداً الى الجميل بل قرر ترك رفاق الامس والالتحاق بقطار العهد، وبالتالي قطع الكتائب الطريق بوجه أي تحالف مع الحريري على قاعدة "من جرب المجرب كان عقله مخرب".

كما القوات والكتائب، كان جواب المرده الذي حافظ على مسافة مع بيت الوسط، تلك المسافة التي يفرضها الخط السياسي التاريخي ل "آل فرنجية" وتحالفهم العميق مع عائلة الاسد والمقاومة، فيما تنظر بنشعي الى العهد وخلفه التيار الوطني الحر كظرف أو مرحلة، بينما ما يجمعه بالعهد قضية استراتيجية، وأن الذهاب بعيداً مع الحريري يمكن أن يؤثّر على علاقته مع خطه التاريخي. وعليه فإن تنظيم العلاقة بين المستقبل والمرده قائم اليوم على "القطعة". فقد يختلف الطرفان على امور كثيرة ويجمعهما رفض الطريقة التي يدير بها التيار الوطني الحر البلد، وهذا الامر لا يمكن البناء عليه لإنشاء جبهة معارضة توحد رؤية الاحزاب المنضوية تحتها.

وفي ظل انسداد افق المواجهة تحت راية فريق معارض يضم الاحزاب الرئيسية في البلاد، وجد الحريري سلاحا آخر اكثر فعالية لتكبيل العهد وحكومته، من خلال الضغط داخل مؤسسات الدولة والادارات العامة التي يسيطر تيار المستقبل على جزء كبير منها.

وفي هذا الاطار تشير المعلومات الى وجود تعليمات "مستقبلية" صارمة للمناصرين الفاعلين داخل الادارات الرسمية، ومن لديهم مراكز مهمة لإيجاد آليات هدفها عرقلة العمل الاداري بطرق واساليب تخلق نقمة من قبل المواطنين، وتساهم في بلبلة داخل تلك الإدارات. وهنا لدى تيار المستقبل لائحة بالموظفين من فئات مختلفة داخل الإدارات العامة، كما المستقلة والتي يمكنها إيلام الحكومة بسلسلة إجراءات، لاسيما في المناطق التي تؤيد تيار المستقبل ويمكنها أن تكون حاضنة له، كصيدا وبيروت والبقاع الغربي والاوسط.

وبحسب أجواء بيت الوسط، فإن الحريري لن يسكت بعد اليوم، وسيحاول التضييق على الحكومة طالما أنها إختارت المواجهة ولم تفعل شيئاً منذ أن تولى الرئيس حسان دياب رئاستها. وعليه ستكون المواجهة مفتوحة داخلياً عبر أدوات يملكها الحريري على أكثر من جبهة سياسية وإدارية وخارجياً عبر اغلاق أي منفذ نحو أوروبا والغرب.

  • شارك الخبر