hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

الحريري لعون: دخلنا معا ونغادر معا

الأربعاء ١٣ كانون الثاني ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يبدو الرئيس سعد الحريري هذه الأيام مرتاحا على حالة "السفينة اللبنانية" التي يتسلل اليها الماء عبر الثقوب الناتجة عن تهالك قاعدتها.

الرئيس المكلف الذي شعر قبل سنة وأكثر انه الحلقة الأضعف بعد سلسلة التنازلات التي قدمها في خريف التسوية اللبنانية وما رافقها من أزمات اصابته شخصياً وطالت شظاياها تياره السياسي وجمهوره، عاد اليوم ليتنفس الصعداء ويمارس هواية بعيدة كل البعد عن سلوكه اليومي، فتراه ناشطا على تطبيق شقيقه أيمن الحريري "Vero" مبحرا في رحاب الشعر والأدب، بعد أن تسللت "الحكمة" من آيات الانجيل لتشكل الهامه في الرد على ما وصفه بالكذب والتضليل الآتي من بعبدا على خلفية الفيديو المسرب للرئيس ميشال عون.

يبدو الحريري مرتاحا أكثر في ظل التطورات التي يعتقد بأنها ستكون لصالحه خصوصا بعد المصالحة الخليجية وإعادة تفعيل نشاطه الاقتصادي على أكثر من خط بعد التعثر الكبير الذي مُني به الرجل، في وقت يترقب الجميع المرحلة الأميركية الانتقالية وكيفية تعاطيها مع ملفات المنطقة من الخليج الى بلاد فارس.

يردد الحريري في دوائره الضيقة أنه لن يفرط بورقة التكليف، وسيحرص على ابقائها على طاولة التفاوض. يذهب بعيدا رئيس تيار المستقبل ليقول انه "لن يرضخ لشروط العهد وتكون مواقفه تصعيدية، فقبل الفيديو ليس كما قبله.." يشكك الحريري بالجهة المُسربة، وهو وفق مقربيه يمتلك معلومات بأن دوائر القصر كانت وراء هذه الخطوة عن قصد لايصال رسالتها بأن لا تأليف ما لم يَعقُدَ اجتماعا مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كما كان يجري في السابق، ولكن الرجل رافض بالمطلق ويُصر على تحييد باسيل طالما ان الاتفاق مع حزب الله أنجز وبالتالي يمكن لرئيس الجمهورية عرض ما لديه ليقوم الرئيس المكلف بدرس ما تقدم ويُبنى على الشيء مقتضاه.

ثمة من يقول ان اعتراض الحريري لا يقتصر على حقيبة للرئيس عون أو التيار، بل يُفضل إبقاء الأمور على ما هي عليه اليوم، اذ يعلم الرجل أن وصوله الى رئاسة حكومة بوزراء وفق ما يريد او تشترطه المبادرة الفرنسية، لن يغير مسار الأمور بل سيزيد الأمور تعقيدا لاسيما وأن الطبقة السياسية التي تحتمي خلف السلطة التشريعية يمكنها في أي لحظة اسقاط حكومة الحريري في حال جاءت نتائج أعمالها مخالفا لأجندة القوى السياسية والحزبية، وبالتالي وانطلاقا من هذا الامر يُفضل الحريري الثبات في الدائرة الرمادية ويهمس في اذن البعض ويقول: "دخلت التسوية مع الرئيس عون لنخرج منها سويا".

فضَّل الحريري الابتعاد عن الطريق الذي سبقه اليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حين خرج الأخير من التسوية واتفاق معراب معلنا الطلاق مع العهد وواضعا خارطة طريق استعادة الجمهورية انطلاقا من انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون يراعي صحة التمثيل، في حين يذهب الحريري الى "التفكير الثأري". يريد ان يكبل عون في السنتين الأخيرتين من عهده ولو كلف ذلك انهيار البلاد، ففي لغة الثأر يطغى العامل الغرائزي على حكم المنطق والحريري الممتعض من رئيس الجمهورية وفريقه السياسي يريد أن يكب كل ما يتصل باستمرارية مؤسسات الدولة، وهذا ما يفعله اليوم من خلال السياسة المتبعة في عملية التشكيل، مستفيدا من ابتعاد الأطراف الفاعلة عن مهمتها في تدوير الزوايا، شرط منع عون تحقيق أي انجاز وتقليب الشارع أكثر عليه.

في المقابل تطغى ذاكرة "الحريرية السياسية" على فريق العهد، تلك الذاكرة التي لا يمكن ان تفاوض عليها من تصوب عليه.

كل ذلك يرسم صورة قاتمة لمستقبل العلاقة بين رئيس جمهورية ورئيس مكلف ينتظر.. وأمام هذا الواقع تردد ان الرئيس نبيه بري قد يدخل على خط التأليف في الأيام المقبلة عبر وضع تصور منطقي يقرب وجهات النظر بين الرئيسين عون والحريري ويمكن من خلاله إعادة تنقيح تشكيلة الحريري واستبدال بعض الاسماء والحقائب بما يراعي مطالب الجميع وعلى رأسهم التيار الوطني الحر.

وتشير المعلومات الى أن الجميع استشعر بخطورة الوضع وأن الأسابيع المقبلة ان لم يبادر الحريري ويكسر بعض "المسلمات" التي طرحها في عملية التأليف قد يتغير مسار التكليف على وقع صوت الشارع، سيما وأن حكومة تصريف الاعمال باتت على شفير الانهيار بعد اخفاقها الكبير بإدارة الملف الصحي وتعويمها بات من المستحيلات.

 

  • شارك الخبر