hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

الجامعة العربية على خط الازمة: حلول في الوقت الضائع

الجمعة ١٨ كانون الأول ٢٠٢٠ - 00:17

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في ذاكرة اللبنانيين صورة غير مشجعة عن دور الجامعة العربية في حل الازمات اللبنانية المتعاقبة، صورة طبعتها الدول المعنية في الملف اللبناني والمؤثرة بشكل مباشر على مهام الجامعة، حيث سيطر الدور المعرقل على المسهل. ربما تختصر مبادرة الامين العام السابق للجامعة عمر موسى في عز الازمة بعد العام 2005 التعثر الذي مُني به لبنان على مدى عقود من الزمن جراء الدبلوماسية العربية "غير المُحايدة".

الكلام عن حقبة ما بعد ال 2005 أساسي لأنه أدخل الجامعة العربية كوسيط مباشر لحل الازمة بعد انسحاب النظام السوري من لبنان وسقوط معادلة ال "س.س" التي كانت متحكمة في البلاد وتدير شؤونها، وكان لبنان في امتحان هو الاول له مع الجامعة بعد اتفاق الطائف حيث سادته منظومة أمنية سياسية أقليمية بعيدة عن الجامعة.

عام 2007 دخلت الجامعة على خط الازمة التي انفجرت بعد استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة أواخر العام 2006، وبدا تصريف الاعمال سمة المرحلة ان على المستوى الرئاسي حيث قاطعت الدول العربية والدولية رئيس الجمهورية آنذاك اميل لحود في حين ظلت الحكومة عرجاء فانسحب التعطيل على غالبية المؤسسات الدستورية حيث قاطع نواب الموالاة المجلس وسادت قطيعة بين القوتين الاساسيتين.

جاء عمر موسى مفوضاً من القوتين البارزتين في الجامعة العربية "السعودية ومصر"، في مهمة هي الاصعب على الدبلوماسي المحنك. كيف لا، ومحاوره الاساس كان الرئيس نبيه بري الذي يتقن جيدا لعبة المصطلحات والالغام المزروعة في الاوراق الدبلوماسية الصفراء.

خاض موسى حوارات شاقة على كل الخطوط، التقى الامين العام لحزب الله وسعد الحريري حين كان نائبا والعماد ميشال عون وكل من له صلة بتلك الازمة.

يعرف موسى أن التفاصيل اللبنانية لا تتغير ما بين الامس واليوم وحتى في المستقبل، فالورقة التي دون بها المطالب كان على رأسها تشكيل حكومة وحدة وطنية مع اصرار فريق الثامن من آذار عليها اضافة الى تهيئة المناخ لتوافق قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، الا أن المساعي سقطت بعد لقاءات وزيارات مكوكية عمل عليها موسى في اطار المساعي لتذليل العقد وفكفكة الالغام المزروعة على طريق الحل، ولكن كان الرجل يخرج بانطباع غير مريح عن التركيبة اللبنانية التي تطفو على سطح علاقتها أزمة الثقة، فالمعارضة كانت تريد ضمانات حكومية والموالاة ترفض فصل ملف الحكومة عن ملف الرئاسة.

ذهب عمر موسى وأسدل الستارة على ورقته الصفراء التي دون عليها مفردته الشهيرة التي صبغت مفاوضات الملف اللبناني وهي "التشاؤل" بامكانية الوصول الى حل، واضعا الازمة في المنطقة الرمادية بين التشاؤم والتفاؤل.

تعبير موسى يسري في كل زمان ومكان تحط فيه الازمة الداخلية، وما خرج به موسى بالامس سيحمله أحمد ابو الغيط معه اليوم، وان تبدلت الاسماء في الجامعة العربية الا أنها غير قابلة لأي تبديل في لبنان، فالرئيس نبيه بري لا يزال خلف مكتبه يحتفظ بالجزء الذي اقتطعه من ورقة عمر موسى في العام 2007 والذي تضمن ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وسيخرجه مرة جديدة في حال قرر أبو الغيط الغوص أكثر في الازمة اللبنانية، وربما سيؤكد له بري أن الكرة اليوم كما الامس في ملعب الحريري الذي عليه أن ياخذ في الحسبان جملة المعايير التي يؤكد عليها الثنائي الشيعي في مسألة التأليف مع فصل الملف عن الملفات الاُخرى كما كان يصر ايام عمر موسى حين قرر فصل مطلب الحكومة الوطنية عن المحكمة الدولية وانتخابات رئاسية مبكرة.

ومن يقرأ تصريحات مساعد ابو الغيط حسام زكي الذي جال على المسؤولين ينتابه شعور القلق من العرض العربي لمساعدة لبنان، ففي العام 2007 جاءت الجامعة لحل الازمة واذ تقودنا مساعيها الى 7 ايار كاد أن يعود بنا الى الحرب الاهلية، أما اليوم وفيما لبنان ينزلق أكثر نحو الانهيار تأتي الجامعة العربية في الوقت الضائع عارضة خدماتها، فيما يترقب السياسيون الفرصة للانقضاض على ما تبقى من هذه الصيغة.

  • شارك الخبر