hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

الثنائي المسيحي معاً في مواجهة الثنائي الشيعي... ماذا يحصل؟

الأربعاء ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 23:49

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليست المرة الأولى او الوحيدة التي يلتقي فيها التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حول ملف سياسي، فهما يجتمعان دائماً حيث تلتقي المصلحة المسيحية وما يناسب شارعهما. هكذا حصل عند تطيير جلسة العفو العام، وعندما تقاربت مواقفهما في خصوص التدقيق الجنائي، وعندما اجتمعا في شهر تشرين الماضي لرفض قانون الانتخاب وفق الدائرة الواحدة. مؤخراً شكلت دعوة رئيس المجلس نبيه بري لدرس قوانين الانتخاب في اللجان النيابية فرصة أخرى لإلتقائهما حول رفض قانون الدائرة الواحدة، وارتفعت أصوات الحزبين الأكثر تمثيلاً للمسيحيين اعتراضاً شاملا على عروض قوانين إنتخابات مثيرة للإلتباس شكلاً وتوقيتاً ومضموناً.

فليس الوقت مناسباً كما تقول مصادر الفريقين لبحث قوانين انتخابية، في حين تغلي البلاد على وقع الانهيار والتجاذبات السياسية، وعلى أبواب سقوط المبادرات الخارجية، وتعثّر التدقيق الجنائي في حسابات الدولة. وقد سبق لطرح قانون الانتخاب ان سبّبَ إنقساماً سياسياً حاداً في الفترة الماضية، حسث سقط بالميثاقية المسيحية.

ما أثار الهواجس اليوم هو الاستعجال في الطرح في محاولة لتمريره، فيما مواضيع دقيقة تتصل بالفساد ومصير ودائع اللبنانيين مُعلّقة ويتم التلاعب بها. والسؤال هل ان الحملة التي يقودها العهد ضد المنظومة التقليدية على خلفية تطيير التدقيق الجنائي استفزت فريقاً سياسياً ودفعته الى طرح القوانين الانتخابية الى الواجهة؟

ينطلق الثنائي المسيحي من معارضته من عدة اسباب. فالقانون الحالي حرر الصوت المسيحي من الإرتهان والذوبان في التكتلات الكبرى، وسمح للمسيحيين بإنتخاب ممثليهم الحقيقيين في البرلمان بعيداً عن المحادل. والسؤال ما المُراد من طرح قانون الدائرة الواحدة الذي يلقى رفضاً لدى المسيحيين لأنه يعيد عقارب الساعة الى الوراء عشرات السنين، ويؤدي الى قمع الصوت المسيحي.

السؤال عن جدوى تبديل القانون، الذي لم تحصل فيه الانتخابات إلا لدورة انتخابية واحدة، وفي توقيت النزول الى "جهنم" اقتصادية واجتماعية وربما أمنية لاحقاً، وبعد ان كان القانون قد استلزم نقاشاً طويلاً، وبعد ان حصلت تفاهمات سياسية حوله، فهل الزمن اليوم مناسبٌ للخوض في سجالات سياسية ونقاشات وإنقسامات جديدة؟

استطاع الثنائي المسيحي ان يكسب في القانون الحالي سياسياً وانتخابياً، وان يحصل بتصويته الخاص على نواب مسيحيين من بيئته الحزبية والمؤيدين له، فكبرت كتلة القوات النيابية، واستطاع التيار الوطني الحر ان يُسجّل انتصاراً مسيحياً صرفاً له. وبالتالي فإن الرجوع عن هذا الامتياز يعني السقوط في الهاوية، وسيكون بمثابة النكسة المسيحية الكبرى، بعد خيبات العهد الرئاسي وما واجهه من انتفاضات شعبية وسياسية.

تخوض القوات والتيار حرباً شرسة يمكن وصفها بالمواجهة بين الثنائي المسيحي والثنائي الشيعي حول القانون الانتخابي. وعلى الرغم من إصرار الثنائي الشيعي على الوجهة الاصلاحية للقوانين، والسير بالبلاد نحو إلغاء الطائفية وإقامة الدولة المدنية على انقاضها، فإن مصادر الثنائي المسيحي تعتبر ان الغاية من طرح  قانون الدائرة الواحدة تكريس الديموقراطية العددية بدلا من التوافقية، وتُشتَمُّ منه روائح سياسية لتحجيم الدور المسيحي وتغيير وجه النظام.

وعليه فإن السؤال: أي مسار سوف تذهب فيه الأمور، وهل يمكن وصف ما يحصل كما يصفه أحد السياسيين بأنه ابتزاز سياسي على أبواب الاستحقاقات المصيرية، حيث هناك من يريد ان يُقَايض في الملفات الكبرى؟

  • شارك الخبر