hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

الثنائي الشيعي: إما الحريري أو الفوضى

الإثنين ١٤ حزيران ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


هي المرة الاولى التي نجد فيها الرئيس المكلف سعد الحريري قريباً الى الثنائي "حزب الله - أمل" أكثر من أي وقت مضى، رغم التقارب غير المعلن الذي كان سائداً طوال الفترة السابقة، والذي أنتج تحالفاً رباعياً في الجبل، ولكننا اليوم أمام فصل جديد من التحالف يبدو فيه حزب الله أقرب الى سعد الحريري منه الى جبران باسيل.

ينظر الحزب الى الحريري كمشروع استراتيجي يمكن البناء عليه مع التطورات التي تشهدها المنطقة، ومن السهل عليه التفاهم مع شخصية مثل رئيس "تيار المستقبل" يتقن البزنس ويعرف جيداً تكامله مع السياسة في البلد. ولتعزيز وتمتين هذا التفاهم وقع الاختيار "القدري" على الرئيس نبيه بري ليكون جسر تواصل بين الطرفين: يفاوض باسم الحزب وكأنه امينه العام، وينطق بلسان الحريري الذي لخص علاقته برئيس حركة أمل بجملتين: "إن سعد الحريري يعني نبيه بري، ونبيه بري يعني سعد الحريري". ووفق هذه المعادلة تسير المفاوضات على الحكومة وغيرها من الملفات، والتاريخ يشهد على عمق هذه العلاقة في الكواليس، مع المتعهدين ورجال أعمال مقربين من الثنائي والمستقبل، كانوا يتقاسمون التعهدات "فيفتي فيفتي"، وكل ما يتعلق بالدولة ومناقصاتها، ومن يراقب عن كثب الادارات والوزارات يعرف أسماء المتعهدين وارتباطهم بالطرفين وتقاسمهم جبنة التعهدات.

أما الخلافات التي كانت تظهر في الاعلام، فجانب منها يتصل بالعمل السياسي من خلال إتقان لعبة توزيع الادوار بين موالاة ومعارضة تتسم بالشعبوية، أما في الاروقة فتنشط المحركات لتبريد الاجواء واعادتها الى اجوائها الطبيعية، وللرئيس بري الباع الطويل على خط "الضاحية - بيت الوسط". وفي عز الازمة ومحاولة سحب بساط التكليف من تحت الحريري، كانت شعرة معاوية لا تزال موجودة في جيب الرئيس نبيه بري الساعي الى تبريد الاجواء وضبط ايقاع اللعبة وابقائها داخل الحدود ومنع تمددها.

اليوم "كشر" الثنائي عن أنيابه بعد وصول المفاوضات الى حائط مسدود وتهديد مبادرة رئيس المجلس. هنا رمى بري القفازات شاهراً سيف تكليف الحريري بوجه العهد، افتتح الحملة النائب علي حسن خليل عبر "توتير" في هجوم على باسيل لتُستكمل عبر مقدمة نارية لتلفزيون nbn صوبت فيها على باسيل من دون أن تسميه متهمة إياه بإنتهاج التعطيل. 

ويعمل الرئيس بري بكل قواه لعدم سحب التكليف من الحريري وخلفه يجهد حزب الله ويعمل على خط البياضة للوصول الى تفاهم مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ولو كان على حساب الضاحية، وتتحدث أوساط في هذا السياق عن تسوية جديدة يعمل عليها بري علَّها تكون خرطوشة ربع الساعة الاخير، لأن وضع البلد لا يحتمل مساراً جديداً للتكليف، اذ أن هناك خشية من عدم الاتفاق على اسم يُرضي الجميع وعلى رأسهم دار الفتوى والشارع السُنّي، الذي لا يزال ممسوكاً في يد الحريري. وبالتالي فإن عرض اسماء لتكليفها يحتاج الى استشارات نيابية جديدة في ظل مجلس نواب مبتور وكتل نيابية منقسمة على نفسها ووجود الكثير من العقد التي قد تؤخر هذه العملية، هذا بالإضافة الى رفض الثنائي تجربة حسان دياب ثانية، فالأهم بالنسبة اليه إيجاد حلول سريعة، لأن بديل الحريري اليوم، إن لم يكن متوافقاً عليه دولياً وعربياً، سيكون الفوضى الكبيرة التي قد تنطلق شرارتها مع اعتذار الرئيس المكلف، وهذا ما يسمعه باسيل في جلساته الماراتونية مع سعاة الخير والمفاوضين على خط التأليف، من الخليلين الى اللواء عباس ابراهيم.

فهل سنشهد مرحلة فوضى خطيرة لا تقتصر على قطع طرقات، أم أن هناك من يطبخ تسوية تبعد شبح السيناريو الأسود عن لبنان؟

  • شارك الخبر