hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - ابتسام شديد

الانتخابات الفرعية... المزيد من اللعب في الوقت الضائع

الثلاثاء ٢٣ شباط ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يختلف إثنان على ضرورة حصول الانتخابات الفرعية بعد ان صار الشغور في المجلس النيابي الحالي فاقعاً جداً على إثر وفاة النائبين ميشال المر وجان عبيد واستقالة ثمانية نواب بعد انفجار مرفأ بيروت. إلّا أن الحديث عن انتخابات في ظل وضع سياسي مهترئ وإنحدار إقتصادي ومالي وأمني نحو جهنم يبدو كأنه كلام من دون مفعول وعلى طريقة اللعب في الوقت الضائع، كما يحصل في الملف الحكومي الذي يشهد منذ أشهر تجاذباً تحت عنوان "حصتك أكبر من حصتي"، إضافة الى الخلاف حول وحدة المعايير وحقوق الطوائف.

صحيح ان وزير الداخلية محمد فهمي التزم القانون وحدد نهاية شهر آذار موعداً نهائياً لإتمام الإجراءات القانونية للإنتخابات على الرغم من انه تحدث عن صعوبات تواجه اجراءها، كما سُجّلَ إتصال وموقف من عين التينة في هذا السياق لتسريع الاستعدادات، وتأكيد أكثر من مسؤول سياسي على ضرورة ان تحصل الانتخابات في مواعيدها، إلّا أن تطبيق القانون يصطدم بعدة موانع في الشكل والمضمون.

من حيث الآليات والظروف، تُطرح التساؤلات عن إمكانية إجراء انتخابات في ظروف مالية صعبة لدولة مفلسة، فالإنتخابات تحتاج الى جهوزية وتحضيرات ميدانية من وزارة الداخلية والقوى الأمنية، في الوقت الذي لا يُعرَف متى يهتز الأمن مجدداً فيقع إغتيال على طريقة ما حصل مع الباحث السياسي لقمان سليم او جو بجاني (في الكحالة)، خصوصاً ان التحذيرات والمخاوف الأمنية على حالها. كما قد تحصل فجأة تظاهرات او إحتجاجات تتطلب تدخل القوى الأمنية، وحادثة طرابلس بإحراق المبنى البلدي لا تزال تفاصيلها حاضرة ويمكن ان تتكرر في أي منطقة وأي وقت، اضافة الى المعلومات عن خلايا داعشية نائمة يمكن ان تستيقظ ويتم تحريكها من مشغليها لإلهاء الساحة الداخلية.

بالشكل ايضاً تحضر كورونا كعائق اضافي، فالبلاد لم تُنهِ مراحل الاقفال جميعها، وثمة مخاوف طبية من شهر آذار طبي معقد بسبب المسار البطيء لعملية التلقيح وتأخر وصول أعداد كبيرة من اللقاحات إلى نهاية شهر، آذار مما يعني عدم توافر المناعة المجتمعية.

اما في المضمون فتعتبر مصادر نيابية معارضة ان حماسة السياسيين لإجراء الانتخابات هي تسجيل موقف ليس أكثر. فالحديث اليوم هو عن تمديد للمجلس النيابي الحالي وتمديد ولاية رئاسية، وبالتالي فإن الحماسة مزيفة لتشويه الحقائق وعلى طريقة "اللهم إني بلغت بضرورة حصول الانتخابات".

الحديث عن إجراء الانتخابات هو في غير مكانه وزمانه، وقد يكون من باب رفع المسؤولية او النكاية السياسية، خصوصاً أن المعركة الكبرى ستجري في المنطقة المسيحية بين الأحزاب المسيحية المشرذمة وبين معارضيها، مما يعني المزيد من الانقسام المسيحي. إلّا أن السؤال الأهم: ماذا تغير من ٤ اب الى اليوم من إنفجار المرفأ الى تفجير التحقيق، وزيادة معدلات الفساد لدى المنظومة السياسية المستمرة بمناكفاتها من دون اعتبار لإنهيار البلاد والشعب وغياب بوادر الاصلاح، والتدمير الممنهج للقطاعات وما تبقى من وطن.

  • شارك الخبر