إستمع للخبر

تحتفل الأونروا في يومها العالمي المصادف في الثامن من كانون الاول، وسط حالة من شبه الانعدام لخدماتها في المخيمات كالتعليم والرعاية الصحية والاغاثة.

مخزون من الحلم والطموح يقتله ضيق المكان واكتظاظه، بيوت لا تتجاوز مساحتها السبعين مترا، تهالكت جدرانها مع مرور الزمن، هي المخيمات الفلسطينية التي تلفظ أنفاسها الاخيرة، علّ حياة غير عادلة ومريحة في لبنان تجعلهم يهاجرون، لكن بالطبع ليس الى فلسطين، بل تغريبة جديدة لا هوادة فيها، ولا حتى الى أوروبا التي يحاولون طرق ابوبها الصماء أمامهم. بل الى اماكن بعيدة عن المخيمات التي كادت تسقط على رؤوسهم في بلاد الشتات.

النساء محاصرات، الطموح محدود، الموظفون يكادون لا يتقاضون رواتبهم في واحدة من الحملات الممنهجة ضد المنظمة وذلك بهدف وقف المساعدات والدعم للشعب الفلسطيني لإرضاء سياسيات القمع التي ترتكبها اسرائيل بحقهم.

من الاردن الى العراق وسوريا فلبنان، شهدت المخيمات على محاولات عديدة لحرفها عن مسارها وتشويه صورتها لتقديمها كـ"بؤر أمنية"، ومعاقل للمطلوبين وتجار المخدرات الفارين.

لعل "الثغرة" التأسيسية للمنظمة مفتعلة، فنقطة ضعفها بتمويلها "الطوعي" غير الإجباري، في حنكة غير مسبوقة للقائمين عليها على خلاف المعمول به بالنسبة لمنظمات الامم المتحدة المتخصصة الاخرى كاليونسكو

واليونيسيف، ما جعل تمويل الدول ودعمها للوكالة مرتبط من موقفها السياسي من الصراع العربي- الاسرائيلي.

وعليه، لا يمكن وضع الازمة المالية للاونروا خارج اطار عمليات تصفية ممنهجة للاجئين الفلسطينيين، وتسوية سياسية باتت واضحة المعالم بهدف تفكيك قضية القدس والمقدسات من خلال إشراف أردني على المسجد الاقصىى وإقامة كيان في غزة.

ولا يسعنا سوى القول ان بعض الدول العربية تقوم بتغطية العجز المالي للمنظمة بهدف إسقاط المسؤولية الدولية وخصوصاً الغربية عن قضية اللاجئين ليفقدها بعدها السياسي ويجعلها قضية "عربية" بحتة، ما يعزّز مزاعم إسرائيل بأنه على العرب إيجاد حل لقضية اللاجئين من خلال توطينهم في البلاد المضيفة.

كما وأن تخفيض مشاريع الوكالة في مختلف القطاعات سيمهد لمزيد من التخفيضات ليصبح وجودها شكلياً ما يسهل على الامم المتحدة الغاءها.