hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

الأحزاب اللبنانية تتسلح.. الامن الذاتي يدخل حيز التنفيذ!

الإثنين ٢٩ آذار ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

استغلت الأحزاب السياسية اللبنانية ضعف الدولة المركزية وانشغالها بالأزمات الاقتصادية والمالية التي أرهقتها ولوت الى حد كبير أذرعها الأمنية، لتفرض واقعا جديدا يعزز من سلطة تلك الأحزاب في المناطق مستغلة وجع الناس لتطرح نفسها بديلا عن هشاشة الدولة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها البلد.

في ظل هذه الظروف تعود الأحزاب اللبنانية الى "صنعتها" الأساسية التي دأبت على ممارستها لعقود من الزمن عندما أُسقطت الدولة وارتُهنت قراراتها في يد الميليشيات، فتسعى جاهدة لتأمين قطعة سلاح تضعها في المخزن تحسبا لأيام عجاف يطرق فيها "الغريب" الباب.

تنشط الأحزاب اليوم لتسليح مناصريها، وكثفت دورات التدريب على السلاح الحديث الذي وصل حديثا وثمة تقاطعاً في تقارير أمنية لدى بعض الأجهزة يشير الى تلك التدريبات في جرود بعض القرى وداخل المراكز الحزبية على السلاح الخفيف، وقد نشط سوق بيع السلاح في السنتين الماضيتين وفضل البعض اقتناء قطع حديثة وبسعر الدولار خوفاً من انهيار الدولة والعودة الى الامن الذاتي.

ولم يعد الامر مجرد معسكرات بعيدة عن الصورة، بل تسعى الأحزاب الى تسويق بعض "الكليبات" لمجموعات تابعة لها تقوم بالتدرب على المواجهة المباشرة في معركة افتراضية، وتكتسب هذه الفيديوهات تعليقات كثيرة من قبل المناصرين الذين يدعمون هذه الفكرة ويعلقون على الفيديو بالترحيب والتأييد، ويبرر هؤلاء القيام بهذه الخطوة لاسباب مرتبطة ب "الخصم" الذي يمتلك قدرات عسكرية ضخمة تُجبر أي حزب آخر على التسلح ولو بالحد الأدنى للدفاع عن نفسه.

الأحزاب المعروفة لدى مختلف الشرائح اللبنانية والتي كانت مشاركة في الحرب، لا تُخفي حقيقة تلك التدريبات وتؤكد أنها تُعلم الأجهزة الأمنية بها، وهي تبقى تحت سقف القوانين طالما انها مخيمات ذات طابع تثقيفي اكثر منه عسكري، غير أن ما تصرح به القيادات الحزبية مختلف تماما عن التدريبات التي تقام تحت جنح الظلام وفي بيئات جبلية وعرة اعتادت عليها تلك الأحزاب، كما أن اللافت اليوم اعتماد عناصر جديدة ومتطورة في عمليات التدريب، هذا إضافة الى المسدسات الكاتمة للصوت وال glock بنوعيه 9-10 والبنادق الحربية من كلاشينكوف و M4 وM16 والقناصة وصولا الى صواريخ ال B7 والهاون والDSHK  المعروف بالدوشكا.

في مخازن الأحزاب الكثير من الأسلحة، ولكن يفتقد هؤلاء الى العنصر البشري المقاتل، لاسيما وأن بعض المحازبين أو المقربين من البيئة الحزبية هجروا السلاح وتوجهوا الى أعمالهم بعد أن استعادت الدولة على مدى ثلاثين عاما هيبتها، فوجدت القيادات صعوبة بإعادة تنشيط هذا الجيل، واستعانت بعنصر شبابي مراهق أكثر، وهنا يبرز دور التدريب المكثف وقد ساعدت أزمة كورونا بإيجاد المزيد من الوقت لتدريب الجيل المراهق بعضهم تحت سن ال 18، واستغلال العامل المادي لتحفيزهم أكثر على الانخراط بعسكرة المسيرة الحزبية وتنشيط دورات التنشئة لديهم، معتمدين عنصر "استفزاز" المراهقين بتحذيرهم من سياسة المشاريع المستوردة التي يريد الخصم تطبيقها في لبنان وتساعد على تهميش وإزالة المكون الآخر.

في رصد لحسابات شخصية لبعض المحازبين يظهر جليا التسويق الدائم لفيديوهات خاضتها تلك الأحزاب في حقبة الثمانينات، وهذه الفيديوهات تعكس أيضا رغبة كبيرة لدى البيئة الحاضنة للحزب بالعودة الى المعركة لاسترجاع الحقوق المهدورة، ويعزز من حجتها ممارسة القوى السياسية المسلحة التي تجاهر بسلاحها للدفاع عن مشروعها.. وبين السلاح الحزبي والرغبات الخارجية تبقى الدولة اللبنانية أسيرة مشاريع التفتت والتقسيم.

  • شارك الخبر